كتب: سامية الإبشيهي -
12:01 ص | السبت 15 مارس 2025
كشفت دراسة طبية حديثة، أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد عن علاقة وثيقة بين تراكم الدهون داخل العضلات وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وأجريت الدراسة على 669 امرأة كنّ يعانين من آلام في الصدر أو ضيق في التنفس دون ظهور علامات واضحة على أمراض القلب، وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي لديهن نسبة دهون مرتفعة داخل العضلات معرضات بنسبة أكبر للإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم.
أوضحت الدراسة التي نُشرت في «المجلة الأوروبية لأمراض القلب» أن كل زيادة بنسبة 1% في الدهون داخل العضلات ترفع خطر الإصابة بمشكلات قلبية خطيرة بنسبة 7%، كما أكدت أن الأشخاص ذوي الكتلة العضلية الأكبر والأقل دهونًا يتمتعون بحماية أفضل ضد أمراض القلب، بينما لم يكن للدهون تحت الجلد التأثير السلبي نفسه.
وأشارت البروفيسورة فيفياني تاكويتي، مديرة مختبر الإجهاد القلبي بمستشفى بريغهام وأستاذة الطب بجامعة هارفارد، إلى أن الدهون المتراكمة بين ألياف العضلات قد تؤدي إلى التهابات واضطرابات في استقلاب الجلوكوز، ما يؤثر على صحة الأوعية الدموية ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وأضافت أن اكتشاف العلاقة بين الدهون العضلية وأمراض القلب يمنحنا طريقة جديدة لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم التقليدي، وأكدت أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لفهم كيفية التعامل مع هذه الدهون وتقليل تأثيرها على القلب، خاصة مع انتشار علاجات فقدان الوزن وتأثيرها غير المعروف على الدهون العضلية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمود الجندي، استشاري أمراض القلب، في تصريحات لـ«الوطن»، أن هذه الدراسة تُركز على زاوية مهمة غابت عن الكثيرين، موضحًا أن الدهون بين العضلات قد تكون أكثر ضررًا من الدهون الظاهرة، لأنها تؤثر على وظائف القلب والأوعية الدموية بشكل غير مباشر، مضيفا أن هذا يعني أن بعض الأشخاص النحفاء قد يكونون عرضة لخطر أكبر مما يعتقدون، وهو ما يستدعي تغيير أساليب التشخيص والفحوصات الطبية التقليدية، كما أوصى بعدم الاكتفاء بمؤشر كتلة الجسم كمعيار وحيد للصحة، فالدهون الخفية بين العضلات قد تشكل خطرًا أكبر مما يُعتقد، مما يستدعي مزيدًا من الأبحاث حول سبل التعامل معها والوقاية من مضاعفاتها.