كتب: سامية الإبشيهي -
06:09 ص | الأربعاء 26 فبراير 2025
يُعد الحليب ومشتقاته مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية، إذ يحتوي على البروتين، الكالسيوم، الفوسفور، ودهون الحليب الضرورية لصحة الخلايا والأوعية الدموية، وعلى الرغم من فوائده العديدة، إلا أنه قد لا يكون مناسبًا للجميع، خاصة لمن يعانون من نقص إنزيم اللاكتاز أو حساسية بروتين الحليب، في هذه الحالات، قال أخصائي البطن والجهاز الهضمي الدكتور إسلام رشاد، في تصريح خاص لـ«الوطن»، يمكن أن يؤدي تناول الحليب إلى أعراض هضمية مزعجة مثل الانتفاخ، الإسهال، واضطرابات الجهاز الهضمي.
وكانت دراسة نُشرت في صحيفة «التغذية الجزيئية وبحوث الغذاء»، عن وجود صلة بين استهلاك الحليب كامل الدسم وزيادة خطر التدهور المعرفي، حيثُ شملت الدراسة 4668 شخصًا يعانون من السمنة المفرطة، وأظهرت أن تناول الحليب قليل الدسم أو الزبادي أو الجبن لم يؤثر سلبًا على الأداء العقلي، إلا أن الإفراط في تناول الحليب كامل الدسم ارتبط بتراجع في الوظائف الإدراكية، مما يدعو إلى ضرورة التوازن في استهلاكه.
يحتوي الحليب على نسبة عالية من السعرات الحرارية، مما يعني أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى زيادة الوزن، خاصة عند استهلاك الأنواع كاملة الدسم، لذلك، نصحت خبيرة التغذية العلاجية الدكتور شيماء خفاجي باختيار الحليب قليل الدسم أو بدائله النباتية مثل حليب اللوز أو الشوفان، والتي توفر فوائد غذائية مماثلة دون التأثير على الوزن.
وعلى الرغم من التحذيرات المرتبطة ببعض الجوانب الصحية، إلا أن الحليب يبقى غذاءً مهمًا للجسم، ومن أبرز فوائده:
تقوية العظام والأسنان بفضل غناه بالكالسيوم.
دعم صحة القلب من خلال تقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم.
تحسين أداء الجهاز العصبي وتقوية المناعة.
المساهمة في الوقاية من بعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون.
أشارت خفاجي أن هناك فئات تحتاج إلى استهلاك الحليب بانتظام، مثل:
الأطفال، حيث يساهم في نمو العظام.
كبار السن، لتجنب هشاشة العظام.
الحوامل والمرضعات، لدعم صحة الأم والجنين.
الأشخاص الذين يعانون من كسور العظام، حيث يساعد الحليب في تسريع عملية الشفاء.
ومن جانبها، نصحت وزارة الصحة المصرية بتجنب بعض العادات التي قد تعيق امتصاص الكالسيوم من الحليب، مثل:
الإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
عدم تناول الأطعمة الغنية بفيتامين «ج»، والذي يعزز امتصاص الكالسيوم في الجسم.
فبينما يوفر الحليب فوائد غذائية هائلة، فقد يسبب مشكلات صحية لبعض الأشخاص، لذا، فإن الاعتدال في تناوله، واختيار النوع المناسب لكل شخص، هو المفتاح للاستفادة من منافعه وتجنب أضراره.