رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

كيف تعرف هوية أطفال فلسطين بعد استشهادهم؟.. كف اليد يفك الشفرة

كتب: أمنية سعيد -

12:51 م | الأربعاء 18 أكتوبر 2023

ضحايا مستشفى المعمداني

كتبت الطفلة الفلسطينية آية عبد الرحمن شهوان، اسمها على يدها، ولم يكن نقشًا جميلًا اختارته مثل باقي البنات في نفس عمرها بمختلف دول العالم، بل طريقة أهل غزة، لكي لا يبقى شهدائها مجهولي الهوية حين يقتلهم صاروخًا إسرائيليًا غاشمًا، جراء العدوان الوحشي الذي يستهدف الشعب الفلسطيني، ويستمر ليومه الثاني عشر.

عشرات الشهداء المجهولين في مقابر جماعية

الطفلة الفلسطينية آية، واحدة من أطفال كُثر فعلن الأمر ذاته، وهم في رحلة النزوح داخليًا في قطاع غزة، بحثًا عن حياة يلاحقها الاحتلال في كل زاوية وبيت، إذ شهدت الأراضي الفلسطينية ما يزيد عن عشرات الشهداء الذين دفنوا في مقبرة جماعية جديدة عرفت باسم «مقبرة الطوارئ»، وجاءت هذه الخطوة في ظل تكدس عشرات الشهداء ممن لم يتم التعرف عليهم بحسب المكتب الإعلامي الحكومي، وأيضًا في ظل توافد العشرات الآخرين من الشهداء الأطفال والرضع والنساء والرجال وكبار السن.

كما حرصت الطفلة «هيا» على كتابة وصيتها الأخيرة قبل وفاتها جراء القصف الإسرائيلي، وذكرت فيها أنها تملك من النقود مبلغ يقدر بـ80 شيكلا، ووزعت هذه النقود جزءًا على والدتها وآخر لأفراد عائلتها من خالاتها وخالها كما وزعت ألعابها على صديقاتها وملابسها لبنات عمها، لافتة إلى أنّه في حال تبقت أي لعبة توزع على الأطفال، وأوصت بأن أحذيتها توزع على الفقراء.

وجاء نص الوصية: «مرحبا أنا هيا، وسأكتب وصيتي الآن، نقودي 45 شيكل لماما و5 لزينة و5 لهاشم و5 لتيتا، و5 لخالتو هبة، و5 لخالتو مريم، و5 لخالو عبود، و5 لخالتو سارة، ألعابي وجميع أغراضي لصديقاتي زينة وريما ومنة وأمل وملابسي لبنات عمي وإذا تبقى أي شيء تبرعوا به، وأحذيتي تبرعوا بها لفقراء المساكين بعد غسلها طبعًا».

هذه الطريقة التي اعتمدتها الصغيرات نابعة في الأساس من رائحة الموت التي باتت تسكن الأراضي الفلسطينية، إذ تسبب العدوان الإسرائيلي في سقوط شيهدًا تلو الآخر، واكتظت المستشفيات والطرقات والزوايا بجثث الشهداء التي أحيانًا ما يحوّلها القصف الإسرائيلي إلى أشلاء لا يستطع البعض التعرف عل أصحابها، فيُجرى جمعها داخل الأكياس المخصصة لحفظ الموتى، مدونًا عليها اسم العائلة أو اسم الشهيد، فمثلًا شوهد بعض الجثامين التي كتب عليها «أشلاء ملك + كندا»، و«أشلاء بلسم + آمنة».

تصوير الضحايا ببعض العلامات مميزة 

طريقة كتابة الاسم ورقم الهوية التي يعتمدها بعض الصغار والكبار من الشعب الفلسطيني أثناء عمليات القصف الإسرائيلي، هي الحل الوحيد حتى لا يتم دفن الشهداء دون معرفة هويتهم أو توديعهم من قِبل ذويهم، إذ كان سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي لحماس، أكد أنّ هناك العشرات من الأشخاص مجهولي الهوية يُجرى دفنهم في مقبرة جماعية، بعد أن استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال رئيس المكتب الإعلامي، إنّ هذه المقبرة الجماعية جرى إعدادها بسبب حالات الطوارئ حتى يُدفن بها هولاء الذين لم يُجرى التعرف عليهم، واتخذت الإجراءات القانونية والشرعية من وزارتي الصحة والأوقاف والطب الشرعي، لافتًا إلى أنّه يتم تصوير الضحايا وتوثيق بعض العلامات المميزة لهم، حتى يتسنى للعائلات التي يمكن أن يكون لها مفقودين أن تتفقدهم لاحقًا.