رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«دعاء» رفضت الاستسلام للعجز.. تصنع منتجات يدوية وتبيعها على كرسي متحرك

كتب: أمنية سعيد -

02:01 ص | الثلاثاء 03 أكتوبر 2023

دعاء إبراهيم

حادث لم يكن في الحسبان وقع قبل 6 أعوام وكان سببًا في أن تنقلب حياة «دعاء» رأسًا على عقب، بعدما كانت تعمل موظفة حكومية في التأمين الصحي، أصبحت ملازمة للكرسي المتحرك، بعدما أصيبت بالشلل النصفي، إذ تسبب الحادث في إزالة الفقرات العصعصية والفقرة الخامسة والعجزية، إلا أنها تغلبت على مرضها بمشروع لبيع المشغولات اليدوية بدأته بعد الحادث بنحو عامين.

«دعاء» من الشلل النصفي لـ أفضل صانعي الريزن

دعاء إبراهيم التي تخرجت في معهد فني تمريض، تروي لـ«هن»، رحلتها من مرض الشلل النصفي حتى أصبحت من بين أفضل صانعي منتجات «الريزن» في السويس، إذ لجأت السيدة الثلاثينية بعد الحادث إلى إجراء عملية تردد حراري وحقن جذور أعصاب حتى تستعِد حركتها مرة أخرى، إلا أنّ هذه المحاولة لم تفلح وبقيت حبيسة كرسيها المتحرك حتى أصيبت بحالة نفسية سيئة دفعتها أن تبحث عمّا يشغل وقتها من خلال بعض المشغولات اليدوية بالخرز وصنع مجسمات للكعبة والمساجد والفوانيس، تحكي «دعاء»: «أنا متجوزة وعندي 4 أطفال وكان صعب على أي حد كان بيتحرك وبيروح شغله وبيشوف الناس أنّه يبقى قاعد على السرير مبيتحركش وفجأة يحس أنّه مالوش لازمة في الحياة».

لم تقف «دعاء» عند مجرد المشغولات اليدوية التقليدية، بل راحت تفتش في عالم الإنترنت عمّا هو جديد حتى تخرج به إلى النور، حتى اهتدت إلى صنع قوالب الريزن على الرغم من خطورته التي تتمثل في ارتداء قناع الغاز وهو ما يعتبر مُكلف نسبيًا بالنسبة لـ«دعاء»، بالإضافة إلى أنّ صنع الريزن يتطلب وضعه في غرفة مغلقة لا يدخلها الهواء نهائيًا سوى مرتين أسبوعيًا، وخلال المرتين يراعى عدم الكشف عن القوالب التي تمّ صبّها: «على أد خطورته إلا إني جازفت واشتغلت وبقيت باخد الاحتياطات على أد ما أقدر».

بدأت «دعاء» التعلّم ذاتيًا عبر اليوتيوب، ثم حرصت على الالتحاق بمبادرة «الست المصرية» حتى تتعرف إلى طريقة «الصبّ الحر»، ثم طورت نفسها شيئًا فشيئًا حتى بدأت تعرض منتجاتها على مجموعات «فيس بوك» التي كانت ترفض عرض منتجاتها، فقررت أن تجوب بكرسيها المتحرك كورنيش السويس تعرض منتجاتها على المارة وتبيعها: «الناس كانت بترفض أنزل شغلي عندهم على الجروبات، فـ اقترحت على زوجي إنّي أنزل بشغلي أو حاجات بسيطة منه واعرضها على الناس، في الأول رفض عشان الناس متضايقنيش وأنا قولت له ميهمنيش كلام من حد أنا بسعى عشان شغلي وبنزل باحترامي ولبسي شيك ومكلفة شغلي ومنظماه كويس، وعلى قد ما لقيت حاجات تضايق لقيت ناس كتير كويسة حتى لو مخدتش مني حاجة بيقابلوني بكلمة شكر».

زوج «دعاء» الداعم الأساسي لها

دعم كبير تلقته السيدة الثلاثينية من أصدقائها المقربين وزوجها بشكل خاص، الذي تعتبره «دعاء» الداعم الأساسي في حياتها، كونه وثق بها وبموهبتها ونجاحها، كما عرض عليها أن يساعدها في بعض الخطوات التي لا تستطيع «دعاء» تنفيذها بسبب قصور الحركة: «جوزي قالي أنا واثق فيكي وواثق أنّك هتنجحي وهبقى في ضهرك وهساعدك سواء مساعدة مادية أو في الشغل، وأنا تحت أمرك في أي حاجة، وفِضل معايا دايمًا وكمان أنا فيه حاجات مبعرفش أعملها في شغلي بسبب إني مش بعرف أقف أو أتحرك يمين أو شمال وهو بيساعد معايا في الشغل ده».

وحصلت دعاء إبراهيم على شهادة من مبادرة «الست المصرية» كأفضل فتيات في صنع الريزن ضمن 4 من السيدات، وأطلقوا عليهم لقب «وحوش الريزن»: «بعد ما أخدنا الشهادة اتكرمنا كلنا وحاليًا بنسعى نبيع الشغل اللي طلع في حفلة التكريم».