كتب: منة الصياد -
01:28 م | الأحد 23 يوليو 2023
تتميز بمذاقها الشهي الذي يجذب العديد من الأشخاص إلى تناوله، إذ تعد الرنجة من أبرز الأطباق التي تتواجد بقوة داخل البيوت المصرية منذ عقود طويلة، ويزداد الإقبال على تناولها في بعض المواسم الخاصة كأعياد شم النسيم، وكذلك أول أيام عيد الفطر المبارك، لكن على الرغم من تواجدها الشائع إلا أن الكثيرين لا يعرفون بأنها ليست أكلة مصرية قديمة كالفسيخ والأسماك المملحة مثلما يزعم البعض.
وحسب ما ذكر موقع «The-low-countries» العالمي، أن تناول سمك الرنجة يعد تقليدا هولنديا، حيث كان صيد سمك الرنجة المملح وتصديره أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الهولندي، فهذه السمكة الفضية اللزجة هي عبارة عن جزء من الهوية الوطنية الهولندية.
وجاءت البداية في النصف الأخير من القرن الرابع عشر، بعدما شهدت سلسلة من التطورات التكنولوجية بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية الناضجة، وضع الأسس للاستيلاء الهولندي على صناعة الرنجة في شمال أوروبا، فـ حتى ذلك الحين، كان الدنماركيون والسويديون والمدن الهانزية في شمال ألمانيا وبحر البلطيق يهيمنون على تجارة الرنجة، حيث كان المستهلكون الهولنديون والأوروبيون الآخرون يستوردون الرنجة المملحة من تلك الأماكن قبل التجارة بها.
وفي غضون مائتي عام انعكس هذا الوضع تمامًا، وأصبح صيد سمك الرنجة المملح وتصديره أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الهولندي، كما وصل سمك الرنجة المملح الهولندي إلى طاولات العشاء في جميع أنحاء أوروبا.
وفي السياق ذاته، أوضح عماد مهدي، الخبير الأثري، أنّ الرنجة ليست من قائمة الأسماك المملحة التي تم توارثها من المصريين القدماء، وليست لها علاقة بتاريخ مصر القديمة، مثلما يزعم الكثيرين عن طريق الخطأ.
وقال «مهدي» في تصريحاته لـ«هُن»، إنّ المصري القديم اهتم بتمليح الفسيخ وأنواع أخرى من الأسماك، لكن الرنجة كانت واحدة من الأنواع المنقولة إلى مصر شأنها شأن الأنشوجة.
وبشأن سبب اتجاه المصريين القدماء لتمليح بعض الأنواع من الأسماك، كشف الخبير الأثري، أن حدوث الفيضانات النيلية كل عام، كانت هي الدافع خلف معرفة فكرة الأسماك المملحة، وذلك لوجود فائض لكميات كبيرة من الأسماك بشكل سنوي، التي كانت تظهر على الضفاف وغيرها بالطرقات والشوارع، ومن هنا اتجه المصري القديم للبحث عما يحفظ تلك الكميات الكبيرة من التلف، لعدم إهدار الثروة السمكية في بلاده.