كتب: روان مسعد -
11:40 ص | الثلاثاء 27 يونيو 2023
احتضنت نفسها على عجلات كرسي، فقدت البصر، وكلامها لم يعد مفهوما، عاشت سنوات من حياتها كثيرة، حتى وصلت إلى أرذل العمر، إذ تبلغ الآن 98 عاما، لكن يبدو أن حج بيت الله الحرام مكتوب لها في حياتها، فكانت من أبرز ضيوف الرحمن، حيث تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك رفقة أولادها.
كان المشهد ملائكيا، حيث ظهرت تلك الحاجة محاطة بأبنائها، على كرسيها المتحرك، بينما يظهر الحرم المكي أمامها وكأنه يحتضنها أخيرا، بعد عمر من الشقاء والرغبة في زيارة بيت الله الحرام، بينما كان الحمام أيضا طاغيا في المشهد ليكمل ملائكيته، ورغم أنها فقدت البصر ولا ترى ما يحاط بها من مشهد مبهج، إلا أنها كانت هادئة مطمئنة.
بحسب ابنتها التي صاحبتها في رحلة الحج، فإن تلك الأم المغربية، فقدت بصرها، وجاءت مع ابنها وابنتها معها، تتحدث بشكل بسيط للغاية، لكنها في قمة السعادة، فقد زارت مقام النبي عليه الصلاة والسلام، وزارت الكعبة، وتمنت البنت أن يطيل الله في عمر والدتها، كي يذهبون جميعا إلى مكة، فقد جاءوا جميعا لأجل تلك المسنة، وفقا لـ«العربية».
تأتي الزيارة بعد انتظار طويل، وفيروس منع الجميع لفترة من الذهاب للحج، ما جعل الجدة سعيدة للغاية بها، رغم مرضها بالشيخوخة، إذ ترعاها ابنتها، وتزور معها كل الأماكن المقدسة، ليتموا جميعا فرض الحج، وتحرص الابنة على أن تجر الدتها في الحج، وتجعلها ترتدي قبعة كي لا تؤثر عليها الشمس، ودعت الابنة الله أن يطيل في عمر والدتها، التي كانت سببا في أن تحج هي ونجلها الثاني.