بطل رياضي، له بنية قوية، وجسد ممشوق، جميعها صفات تبشر بحياة زوجية مثالية، لكن عند اختيار شريك الحياة والمعدن الداخلي، فإن ما يفرق حقا قوة الكتف الذي تستند عليه بعد مشقة الحياة، أو حينما يمر بها قطار المرض، تلك قصة البطل الرياضي الإنجليزي روب بورو لاعب الرجبي، حيث يظهر في أحدث صوره بشكل مفجع مع زوجته التي كانت خير مثال للسند الحقيقي، إذ دفعها الحب لرفض تدخل أحد مقدمي الرعاية الصحية لمساعدة زوجها.

ما قصة مرض روب بورو؟

«أعلم أنه سيفعل الشيء نفسه من أجلي»، كلمات بسيطة عبرت عن معنى كبير بين الثنائي روب وزوجته، بحسب ما نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إذ أكدت الزوجة أنها ترفض تماما أن يتدخل أحد مقدمي الرعاية الصحية في حمل زوجها، الذي مرض بعد ممارسة رياضة الرجبي، الذي حققهها فيه شهرة واسعة.

وتحمل ليندسي زوجها في أرجاء البيت، وتطعمه في فمه، وترفض حتى وجود ممرضة، معبرة عن ثقتها بأنه «سيفعل نفس الشيء من أجلي»، بورو، الذي تم تشخيص إصابته بـ مرض الخلايا العصبية الحركية (MND) في عام 2019، يزن الآن 44 كيلوجراما فقط، ولا يستطيع التحدث، ولا يمكنه تناول سوى ملعقة طعام سائلة من يد زوجته.

ويتعين على الرجل البالغ من العمر 40 عامًا، وهو أب لثلاثة أطفال، أن ينام في الطابق السفلي فقط، وفي بعض الليالي يحتاج إلى جهاز تنفس، لتقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة في جسده، كل ذلك تساعده فيه زوجته، كما ترفعه للتجول حول منزلهما، ومن كرسيه المتحرك إلى السيارة.

وصورت ليندسي وروب، فيلما وثائقيا جديدا على قناة ITV، وفي حديثها قبل عرض الفيلم الوثائقي «Lindsey and Rob: Living with MND»، تعهدت بمواصلة رعاية زوجها الحبيب «طالما هي قادرة جسديًا».

كيف تغيرت الحياة بعد المرض؟

«أنت فقط تريد أن تفعل ما تستطيع، لأطول فترة ممكنة، أنه زوجي، أريد أن أهتم به، نحن نقول تلك الوعود في المرض والصحة، لا أريد شكرًا لك على الاعتناء بي، لن أكون هنا لولا قيامك بهذه الأشياء، ولكني أعرف كم هو ممتن، ليس من السهل أن أكون مقدمة رعاية، لكن عندما ألقي نظرة على ما أخذ من روب، فليس لدي ما أشكو منه».

روب وليندسي متزوجان منذ 17 عامًا، وقد التقيا لأول مرة عندما كان نجم دوري الرجبي السابق، وقت أن كان يبلغ من العمر 15 عامًا، لكن علاقتهما تغيرت إلى الأبد بعد تشخيص حالته قبل 4 سنوات، ورغم ذلك تواصل الزوجة العمل كطبيبة علاج طبيعي في NHS مرة واحدة في الأسبوع، وهو يوم يتولى فيه والدا روب رعايته، ويقضيان بقية الوقت في رعاية أطفالهما الثلاثة، في منزلهما في كاسلفورد، ويست يوركشاير بإنجلترا.

وتاتي تلك الغييرات الجذرية، بعد أن قضى بورو، كامل حياته المهنية في ليدز، وخاض 492 مباراة وفاز أيضًا بـ15 مباراة دولية مع إنجلترا، و5 مباريات لبريطانيا العظمى، وتقاعد بعد فوزه الثامن في نهائي دوري السوبر الكبير في عام 2017، وأصبح لاحقًا مدرب الفريق الاحتياطي للنادي، كشف عن تشخيص MND في بيان عاطفي في ديسمبر 2019.

عاش روب عامين بعد التشخيص جزئيا، لكن لم يعد لديه الآن تحكم طوعي في الحركة باستثناء عينيه، التي يستخدمها لتهجئة الرسائل على الشاشة، وإخبار زوجته «أنه لا يمكن أن يكون أكثر فخراً بها»، لكن ليندسي يعترف: «لا أعتقد أنه يمكن أن يزداد الأمر سوءًا».