نموذج للمرأة القوية المعاصرة، إعلامية مميزة وضعت لنفسها مكانة لايمكن منافستها، سيدة أعمال كما يجب أن تكون، زوجة وأم وجدة من نوع فريد، لم تترك مجالًا طويلًا للحزن، تسعى دومًا للمعاصرة رغم الحنين للماضي، تؤمن بدور والدتها في حياتها وتحاول تكراره مع أبنائها، تتعايش مع كل جيل، وتسيطر بأفكارها الإعلامية على بني مهنتها، فنانة ذات حس كوميدي، وإعلامية ذو ثقافة واسعة، فهي «صاحبة السعادة».

إسعاد يونس، إذ تحدثنا عن «نوستالجيا»، يتذكرها جيل «بكيزة وزغلول»، وإذ تحدثنا اليوم فلا أحد ينكر نجاح  برنامجها الأشهر «صاحبة السعادة»، سيدة الأعمال التي تركن بصمتها في الحركة السينمائية، وأعمالًا فنية، وبرنامج تبقى حلقاته إرث يتوارثه الأجيال. 

نشأت على يد أم صارمة

لم تكن نشأتها نشأة عادية، بل على يد أم صارمة حنونة، والدتها كوكب صادق الأورفللي اعتادت على الجدية والنظام خلال تعاملها معها هي وشقيقاتها: «كانت دايمًا تقولنا أنا واخواتي، انتبهوا لبناء عقولكم وأفكاركم، بدلًا من الاهتمام بالمظاهر الخارجية، بحاول أنقل ده لأولادي رغم إن أنا أهدى شوية من والدتي، خلال تعاملاتي مع أبنائي».  

وأكدت إسعاد يونس، في ندوة سابقة لها بجريدة الوطن، إنها تعلمت بمدرسة أمريكية، واهتمت والدتها بتطوير موهبتها وموهبة شقيقاتها «إيمان» و«أحلام»: «كانت لدىّ اهتمامات متباينة بين القراءة وتأليف القصص وحب الموسيقى، ووالدتي ساعدتني في دروس بالموسيقى الكلاسيكية في عمر الخامسة عشر».

تحد كبير بعد وفاة والدها 

تحد كبير واجهته والدتها بعد وفاة والدها، فلم يقف معهما أحد من العائلة، لتتولى والدتها تدبير شؤون منزلهما: «أمى خرجت من المستشفى بعد وفاة والدى معاها 5 صاغ وتعريفتين، فانشغلت بتعليم 3 بنات دون أن تفكر بعقلية جواز البنات سُترة، ومعتمدتش على حد أبدًا، كما حصلت على معاش 40 جنيها شهريا باعتبار والدي كان أحد ضباط مجلس قيادة الثورة، وده ساعدنا إننا ندبر أمور حياتنا»

أجر 12 جنيها شهريًا 

قرأتها المتعمقة فى الصحف، جعل والدتها تتحدث مع صديق والدها طه أبوزيد، لتقديمها فى العمل الإذاعي فحدد لها موعدا مع الإعلامي عبدالحميد الحديدي، وبعدها أجريت مقابلة، ليصدر  قرارا خاصا بقبولها تحت مسمى «أجر مقابل عمل»، على أن تحصل على 12 جنيها شهريا؛ إذ لم يكن عمرها يتجاوز السادسة عشرة، وبعد مرور أشهر عُينت في ماسبيرو لتحصل على مرتب 6 جنيهات ونصف: «ساعتها كنت أسعد واحدة في الدنيا». 

كيف بدأت أولى الخطوات في مجال التمثيل؟

دخلت الإعلامية إسعاد يونس، عالم الفن من خلال العمل فى إذاعة الشرق الأوسط؛ إذ أجرت لقاءات مع الفنانين فى كواليس المسرحيات بقيادة الإذاعية القديرة إيناس جوهر، تزامنا مع زواجها من الممثل نبيل هجرسي؛ إذ كانت تحضر معه أعماله الفنية، وعلى رأسها بروفات كاملة لمسرحية «الصعلوكة»، ثم حضورها جولة فنية لفريق تحية كاريوكا لتقديم أعمال مسرحية في الكويت والإمارات: «بعد أيام تفاجأت بالفنان فايز حلاوة يخبرنى بأنني سوف أنضم إليهم في تمثيل هذا الكم من المسرحيات لمدة شهرين»، ثم طلب منى سمير غانم لعب دور «صافي» في مسلسل «حكاية ميزو»: «كنت ساعتها بقوله أنا مش عايزة أمثل، لكنه أصر.. وده نصيب».