السيدات أول من اهتممن بالنظافة من أول الاعتناء بأنفسهن إلى نظافة المنزل، وعُرفت المصريات هذا منذ القدم، فإلى جانب حث الأديان السماوية الثلاثة على هذا، فنساء الفراعنة هن أول من نقلن معنى النظافة إلى النساء والحضارات الأخرى، وهو ما دلت عليه شواهد الجداريات والبرديات.

الاهتمام بالنظافة عند نساء الفراعنة

«النظافة بشكلها المتكامل من الاعتناء بالنفس إلى البيئة والمنزل عرفتها نساء الفراعنة، فحافظن على صحتهن ونظافة البيئة، إذ كانوا يتزينون ويغتسلن دومًا، وظهر اهتمامهن الشديد بالنظافة في أبسط المظاهر، فكانوا عندما يشربون في كؤوس يغسلونها بعد تناول الشراب مباشرة، وكانوا شديدي العناية بالملابس وغسلها»، بحسب عماد مهدي، الخبير الأثري وعضو اتحاد الأثريين، في حديثه لـ«هُن».

الاعتناء بالنظافة الشخصية والمنزل

واستكمل حديثه، «إن المناظر القديمة الموجودة على جدران المعابد والمقابر تؤكد لنا ذلك، ويظهر لنا اهتمامهم بتقليم الأظافر، وقص الشعر، واستخدام أدوات الزينة ودورق المياه، بل وأيضًا غسل الفم والأسنان، ودهان الأجسام بالعطور».

«واهتمن أيضًا بنظافة البيت، وفي بعض أوراق البردي التي يعود تاريخها إلى ألف عام قبل الميلاد، توجد كتابات تثبت أن الحضارة الفرعونية كان لها العديد من أدوات التنظيف المنزلية، بالإضافة إلى البرديات الطبية التي تحدثت عن أهمية النظافة وتعاليم أنهم كانوا يبعدون عن الرائحة الكريهة وعدم النظافة».

فرعونية نقلت مفهوم النظافة

وأوضح «مهدي» أن تمثال «فيرينا» الذي أقيم على ضفاف نهر الراين في سويسرا تمثالًا للقديسة القبطية بنت قنا التي علمت سويسرا منذ ستة عشر قرن أصول النظافة على الطريقة الفرعونية، إذ أنها في القرن الثالث كانت قادمة من صعيد مصر مع الكتيبة الطيبية التي علمت ونقلت للحضارات الأخرى معنى النظافة، ويوضح هذا في التمثال التالي الموجود الذي يرسم أيقوناتها دائمًا بشكل مختلف يدل على ما كانت عليه، ففي إحدى يديها دورق مياه وفي اليد الثانية مشط، لأنها هي التي علمت الشعوب أصول النظافة الشخصية والتداوي بالأعشاب.