رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

مراسم الزفاف عند الفراعنة: «باروكة وساونا وبخار» لجمال العروس.. و«بوفيه» بما لذّ وطاب

كتب: غادة شعبان -

09:19 م | الأربعاء 15 فبراير 2023

مراسم الزواج أيام الفراعنة

المرأة هي المرأة مهما اختلفت العصور والأزمنة، الأناقة والشياكة هو ما تبحث عنه دائما في إطلالاتها خلال المناسبات المختلفة خاصة ليلة الزفاف، ذلك اليوم الذي لا يتكرر في العمر مرتين، لمساته وتفاصيله تظل تحلم بها منذ أن تعي وتدرك الحُب.

التفرد هو عنوانها والذي يظهر في فستان الأحلام والشعر والماكياج الذي يبرز جمالها، وحينما نتحدث عن الجمال فنحن نعود بالتاريخ لأكثر من 7 آلاف عام، لعهد الفراعنة وملكات مصر القديمة، اللواتي كُن مثالا حيا للحضور والأناقة التي لا يزال محط أنظار وبحث فتيات القرن الـ21، في ظل التكنولوجيا ووسائل الاتصال والإنترنت، ومصممي الأزياء وخطوط الموضة العالمية.

دعونا نعيش لحظات ربما شاهدنا بعض تفاصيلها خلال الأعمال السينمائية والتلفزيونية، التي حاولت تقريب لذهن المشاهدين حياة ملكات مصر القديمة وأجدادنا الفراعنة، من خلال عدسات الكاميرات.

تميزت المرأة الفرعونية بالأناقة والجمال، أحبت التزين وارتدت أبهى الملابس المصنوعة من أجود الخامات، حتى وصلت درجة تعلقها بالزينة و التجميل إلى أن أصبحت ضمن عقود الزواج والطلاق، يوقع الزوج عليها أثناء كتابة «القايمة» ويقر بها أمام الشهود والحضور ويُلزم بها، حتى خصص لها راتبا خاص بزينتها وأدوات التجميل.

ميك أب أرتيست العروسة

عرف المصريون القدماء «الكوافير» في زمن قد خلى من خبراء التجميل و«الميك أب أرتيست»، التي تذهب إليها كل عروس في القرن الـ21 ليلة الخطبة والحنة والزفاف، والتي ربما تتخطى آلاف من المبالغ، وحينما نفتش في تاريخ سيدات مصر القديمة، نجد إنها أول من مارست تلك المهنة ومكتشفة الأسرار، إذ عرفن «الباروكة ومكواة الشعر»، كما برعن في إخفاء الشعر الأبيض والخصل الفضية التي تعتلي رؤوس البعض بمختلف الأعمار.

أدوات الزينة والشعر والماكياج

تعددت أدوات الزينة لدى المرأة الفرعونية لديهن مثل استخدام «الأمشاط والمرايا ودبابيس الشعر»، وكانت العروس تحضر الكوافيرة الخاصة بها والتي كانت تُعرف باسم «نشت»، مهمتها هي إعداد تسريحات للشعر وتهذيبه ونظافته، كما تعدد تسريحات المرأة الفرعونية فهن أوائل من عرفن «الكارية والبانك والشعر المجعد (الكيرلي) كما يُعرف بين فتيات الألفينات، بخلاف الشعر المدرج والقصير».

قبل ليلة الزفاف تستعد كل فتاة لتظهر بأناقة وحضور طاغٍ وهو ما وجدناه و شاهدناه بذاتنا في التماثيل والرسوم التي صورت معالم المرأة الفرعونية، إذ كانت تميل لتغيير تسريحة شعرها بين الحين والآخر حتى تجد ما يزيدها أناقة وجمال، فكان من شروط عقد الزواج هو الشعر المستعار، بجميع أشكاله كالحشو والخصل.

تحضيرات ما قبل الزفاف.. «ساونا ومساج»

تعتاد فتيات القرن الـ21 على الذهاب لـ«السبا»، أي المراكز الصحية للعناية بالبشرة والجسم قبل حفلات الزفاف، وعمل جميع أنواع المساج، ودخول «الساونا والبخار» وهو ما سبقت به المرأة الفرعونية، قبل 7 آلاف عام، التي كانت تهتم بنظافة جسدها والتخلص من الشعر الزائد باستخدام «شفرات» حادة صُنعت من الأحجار الشديدة الصلبة والمعادن المختلفة، والتي كشفت عنها شهد ميخائيل، الباحثة في التاريخ المصري، واستفاضت في شرحه لـ«الوطن»، إذ عُثر على شفرات مصنوعة من الحجر ومحفوظة داخل أكياس من الجلد، تعود إلى الملكة «حتب حرس» والدة الملك خوفو.

تحضيرات العروس الفرعونية، ربما كانت تأخذ وقت كبير حتى تظهر بكامل أناقتها ليلة زفافها، إذ كانت ترتدي ملابس العرس في كل مناسبة، فلم يقتصر التزين بملابس الزفاف على الزواج فقط، بل هي كل يوم في عرس وترتدي أبهى الملابس وقد صورن في كثير من المشاهد بكامل أناقتهن.

فستان زفاف العروسة

«ثوب أنيق طويل وحابكة بشريط أو أثنين على الكتف، و«تاج» مرصع وحزام وأساور وعقود وصدرية التي هي قطعة كبيرة من الحُلي ترتديها فوق الصدر»، هكذا كان فستان العروس في حفل زفافها، التي تُصنع من الكتان، وتنسق معه العقود والأقراط والأساور والخواتم، مع رسم العين بالكحل البارز الذي يظهر جمال عينها، مع رش عطرها الخاص بها.

الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية، كان أكثر ما يحرص عليه السلف والأجداد، يشرفون على كل شيء والحرص على أدق التفاصيل خاصة الزواج وتحضير الاحتفال، فكان هناك قائمة مأكولات ومشروبات خاصة للعروسين والمدعوين، والتي تُعرف في مجتمعنا حاليا باسم «البوفيه»، والذي كان يختلف عادةً بحسب الوضع الاقتصادي لكل أسرة، لكن الغني والفقير بينهم عامل مشترك في احتفالات الزواج وهو الفرحة والسرور.

البوفية.. خبز وعسل ولحوم ومشروب

كانت تضم قائمة العرس، كما حددها  الدكتور عماد مهدي، الخبير الأثري وعضو اتحاد الأثريين، والتي كانت من الخبز والعسل والحلويات واللحوم والطيور والمشروب الأساسي «البيرة» الذي كان يخمر من الشعير وأيضا العنب كان يتم عصره ويخمر ويُقدم في الاحتفالات، والذي كان يتم إعداده في حوض حجري يخرج منه مزراب يتم تعبئة الجرار الفخارية للتخمير، والذي كان يحضره أهل القرية.

طقوس الزفاف وانتقال الدبل

تنتقل دبلة العروسين والتي كانت تُعرف باسم «حلقة البعث» التي كانت تُصنع من الفضة واللازورد والعتيق، يوم الزفاف من اليد اليمنى إلى اليسرى، اتباعا لتعاليم الآلهة الذين كانوا يرمزون لها على إنها الرباط المقدس للحياة الزوجية والعلاقة بين الزوجين.