لم تكن أميرة مجاهد باحثة الماجستير في مجال التنمية الثقافية، تعلم أثر الموسيقى السحري عليها وعلى سيدات المجتمع الصغير من أعضاء مبادرتها «فنجان دانتيل»، التي أطلقتها نتيجة الشعور بالحزن الشديد والانعزال بعد وفاة والدها متأثرًا بفيروس كورونا العام الماضي، لكن سرعان ما أثرت الموسيقى عليها بشكل إيجابي حولت فيه لحظات الحزن إلى مزاج مبهج سواء لها أو لسيدات للمبادرة أو كما أطلقت عليهن «فنجان دانتيل».

بداية فكرة مبادرة «فنجان دانتيل»

لم تكن «أميرة»، مدير أول منصة مقهى ثقافي رقمي على الإنترنت على مستوى الوطن العربي، تخطط مسبقاً لجلسات العلاج بالفن بل كانت كبقية الناس لا تعلم سوى العلاج بالرسم، لتدخل فيما بعد بمجال العلاج بالموسيقى وأنواع الفنون الأخرى التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية: «بدأت أجرب العلاج بالموسيقى لقيت أثره عظيم». 

الضغط النفسي الذي تعرضت له «أميرة»، كان دافعا لتؤسس مبادرتها: «جاتلي الفكرة في مارس 2021 بسبب جائحة كورونا، لأنها كانت فترة اكتئاب لأكتر من حد بسبب الحظر وعدم الخروج، بشكل شخصي اتعرضت لحالة من الاكتئاب الشديد بسبب وفاة والدي متأثراً بكورونا وخلاني معتزلة فترة طويلة عن الخروج وبعدين فكرت أعمل زي تجمع بيني وبين صديقاتي تكون بمثابة دعم نفسي أخرج معاهم وبعد كدا لقيت إحدى صديقاتي الفنانة أمنية عبده وهي في كورال الموسيقي العربية بتقترح نعمل ده».

غناء صديقتها أمنية عبده للأغاني الفلكلورية، بدّل مزاج «أميرة»، لتقرر البدء في مبادرتها: «فجأة لقينا نفسنا في مود نفسي حلو واستوقفتني الحالة، فحبيت أعرف سببها، ولقيت إن العلاج بالفن، لا يقتصر فقط على الرسم بل هناك جلسات العلاج الطربي، العلاج بالسايكودراما، الدراما الحركية أو الرقص، العلاج بالفسيفساء».

أنواع العلاج بالفن والتعاون مع المتخصصين

تساعد الفنون جنباً إلى جنب دور الطبيب النفسي، لذا حرصت «أميرة» على ضم كلا من «ماجي أحمد، منة الله أبو الفتوح، شيماء طه، أمنية مجاهد، دعاء أبو الليل، هبة الله أحمد»، كمتطوعات في فريقها، لدعم من 35 حتى 55 سيدة في كل جلسة علاج، بالتعاون مع المتخصصين في الطب النفسي والعلاج بالفن كل شهر تقريباً يتم عمل سيشن علاجي بالفن، بهدف تحسين الحالة المزاجية التي تتطور إلى جلسات الكتابة العلاجية.

فعالية ونجاح العلاج بالفن 

ووفق «أميرة»، يعالج الفن، الأمراض النفسية منها الاكتئاب والسكتات الدماغية ومحاولة إعادة النطق والتعلثم للأطفال والكبار بعد السكتات الدماغية، كما أن له دور في تنظيم ضربات القلب وعلاج اضطراب ما بعد الصدمة التي يتعرض لها بعض الأشخاص بسبب الصدمات، مشاكل الشيخوخة والعلاقات الأسرية والزوجية، فضلا عن علاج مشكلة التوحد عند الأطفال.