رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

في ذكرى ميلاد أديب نوبل.. حكاية زواج نجيب محفوظ وعطية الله: «مفيهاش سي السيد»

كتب: أمنية شريف -

11:45 م | الأحد 11 ديسمبر 2022

حكاية زواج نجيب محفوظ وعطية الله

المرأة كلمة سر في حيوات الكثير من العباقرة، وكانت للنساء محل خاص في كتابات نجيب محفوظ، وتخيل البعض، كثيرا من اعتقاداته عن السيدات وتوصيفهن وتجسيدهن في كتاباته الأدبية وأعمال السينمائية، بأنها قد تتماس مع حياته الشخصية وخاصة كشخصية شهيرة مثل «سي السيد» في رواية «بين القصرين»، ولكن للحقيقة أوجها أخرى أفصح عنها أديب نوبل وزوجته عطية الله في لقاءات نادرة، بدايةً من قصة زواجهما السرية وعلاقتهما معا وهل طبق دور «سي السيد» في منزله أم لا.

قصة زواج نجيب محفوظ 

قال نجيب محفوظ خلال لقاء سابق مع المذيع طارق حبيب في برنامج «طارق حبيب يتذكر»: «كنت بحاجة إلى زوجة توفر لي ظروفًا مريحة تساعدني على الكتابة، وبرغم كل كتاباتي لم أكن أعبر عن الحب إلا شفاهية أي أن أقول الحب أكثر من أن أكتبه في جوابات غرامية».

تزوج «نجيب» عام 1954 من السيدة «عطية الله إبراهيم» الفتاة المُناسبة التي جاءته في الوقت المناسب لتساعده على الكتابة، وتزوجها على شرط أن يُخفي أمر زواجه عن المحيطين به، وأهمهم أمه الذي أخفى زواجه عنها لأنها كانت تريد أن تزوجه فتاة بينها وبينه فارق اجتماعي كبير برغم أنها كانت قريبته، ولكنها كانت شديدة الثراء وتمنى أبوها الظفر بنجيب زوجًا لابنته مع تحمله كافة نفقات الزواج.

وفي مذكرات نجيب محفوظ التي كتبها رجاء النقاش في كتاب «صفحات من كتاب مذكرات نجيب» قال إن عطية الله وافقت عليه ولم يعلم بهذا الارتباط إلا شقيقة محمد الذي تزوجها ببيته، وقال نجيب محفوظ عن زوجته «غيرت مفهومي عن الزواج والمرأة»، متابعا «حياتي قبل الزواج كانت عبارة عن نصف حياة» وأنه لم يكن يفكر في الزواج ظنًا منه أن قيود الزواج ومسئولياته ستعطله عن التفرغ والتركيز في الأدب.

ولكنه رأى عكس ذلك، فهي بالفعل كانت تهيأ له الجو دومًا ليكتب بشكل أفضل، وقال «عندما كان يزورنا أحدًا من إخوتي بزيارتهم المعتادة كانت تستقبلهم وتجلس معهم بكل ترحاب لكي تدع لي فرصة أن أضيع وقت أكتب فيه» فتأكد بذلك أنه اختار الزوجة المناسبة لظروفه التي تتفهم دومًا أنه ليس اجتماعيًا.

رزقه الله بابنتين.. وحديث زوجته عنه

رُزق نجيب بِابنته الأولى أم كلثوم التي منحها هذا اللقب تيمنًا بمطربته المفضلة كوكب الشرق أم كلثوم، ولمّا علم أن الاسم الحقيقي لأم كلثوم هو فاطمة أطلقه على اسم ابنته الثانية، وأضاف أنه وهب حياته كلها للأدب ووجه لها أسمى عبارات الشُكر البليغ بسبب عنايتها الشديدة به إذ أستطاعت أن توفر له جوًا مناسبًا ليتفرغ للكتابة والقراءة، وكان قد خصص يومًا في الأسبوع للتنزة في الحدائق العامة ومشاهدة الأفلام السينمائية مع بناته، وساعدته في تطبيق النظام الصارم الذي فرضه على حياته.

وقالت «عطية إبراهيم» خلال لقاء نادر إنها تزوجته عن حب فكان أبا مثاليا وزوجا مثاليا، وقالت معبرة «أنا كنت أحبه كثيرًا كان يحترم آرائنا وكان لا يرفض لنا أي طلب وكان بعيدا كل البُعد عن سي السيد»، وبالتأكيد فقد قال نجيب محفوظ من قبل إنه مع المرأة وحقوق المرأة سواء من حيث التعليم ومن حيث جميع المزايا التي يتميز بها الإنسان في المجتمع الحر.

أم كلثوم: أمي كانت تحفظ كل كتابات أبي

وقالت أم كلثوم ابنة نجيب محفوظ خلال لقاء لها على قناة «Cbc»: كانت الحياة بين أبي وأمي مستقرة ويرجع الفضل في ذلك لأمي، فكانت تهتم بأبسط الأشياء حتى أنها كانت تهتم بحفظ هوامش ومسوادت أبي الذي كان يلقى بها في سلة المهملات، وكانت والدتي تجمع أوراق من سلال المهملات الأمر الذي تفسره هدى بالحب الشديد من أمها لأبيها، وكان أبيها يلقى بها لكثرة الكتب في المنزل فكان يتخلص من الهوامش باعتبار أن المنتج النهائي هو الأهم، ولكنها كانت ترى دومًا عكس ذلك».

يذكر أن اليوم تحل ذكرى ميلاد أديب نوبل نجيب محفوظ إذ ولد في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر عام 1911.