بعد أيام من حادث انقلاب سيارة الطلاب والأشقاء الثلاثة، التي أثارت واقعة وفاتهم الحزن بين الجميع، وتفاعل مع أحداثها الكثير داخل قرية «أم الرزق»، التابعة لمركز كفر سعد، في محافظة دمياط، و خارجها في جميع أنحاء الجمهورية، أثناء عودتهم من جامعة سيناء لقضاء الإجازة مع أسرتهم، لتنقلب الفرحة المنتظرة برجوع الطلاب لأحضان والديهم لقضاء وقت معهم بعيدا عن متاعب الدراسة، لمآتم وحسرة على فراقهم، ونقلوهم لمثواهم ومستقرهم الأخير، إذ وقفت الأسرة أمام المقابر لزيارتهم داعيين لهم بالرحمة والمغفرة.

مقابر الأطباء الثلاثة

على بعد 500 متر، من منزل أسرة الأشقاء الراحلون، بُنيت مقابر متجاورة متراصة بعضها إلى بعض، تضم بداخلها أجساد الأشقاء الثلاثة، التي يتردد عليها ذويهم منذ تلك الليلة التي انقلبت فيها حياتهم رأسا على عقب، وسط وداع و دموع لا تجف على فراقهم.

التقت «الوطن»، مع والد الأشقاء الثلاثة، وخالهم شقيق والدتهم، اللذان كان يترددان على مدافن الطلاب ويجلسون أمام قبورهم يقرأون لهم الفاتحة، بينما عيونهم لا تكف عن البكاء، حسرةً على الراحلين، وتحدث والد الأبناء عن تلك الفاجعة التي ألمت بهم، قائلًا خلال بث مباشر: «بنزورهم كل يوم على الأقل 3 مرات، صبح وليل، عقبال ما ننقل من البلد ونروح نقعد في دمياط».

بكاء وصدقات ورسالة شكر

لم يستطع الخال أن يكف عن البكاء والجلوس على الأرض أمام مقابر الأشقاء الثلاثة، وقراءة آيات من كتاب الله، داعيا لهم بالرحمة والمغفرة، إذ لا يزال تحت صدمة الحادث ورحيل أبناء شقيقته، متوجها بالشكر للجميع وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي و حرمه السيدة انتصار، على دعمهم في مصيبتهم ومشاركتهما لهم، فضلا عن العرفان والتقدير للصدقات والدعوات التي غمرتهم والمحبة التي وجدوها من كافة الناس في جميع أنحاء الجمهورية: «اتعملهم صدقات باسمهم وعمرة غير الدعوات، ربنا يجعلهم في ميزان حسناتهم، ربنا يصبرنا في مصيبتنا ويبرد النار اللي في قلوبنا».

حادث وفاة الأشقاء الثلاثة

وكانت انقلبت سيارة الأشقاء الثلاثة، وسقطت داخل ترعة بمنطقة القنطرة شرق في الإسماعيلية، أثناء عودتهم من جامعتهم بسيناء، إلى قريتهم بمركز كفر سعيد في محافظة دمياط.