كتب: آية أشرف - منة العشماوي -
05:19 ص | الإثنين 14 مارس 2022
على رصيف مسجد السيدة زينب، جلس شاب ثلاثيني يدعى «محمد» بمظهر غريب، مرتديا عمامة كبيرة الحجم، وملتفا بالأقمشة، يتناول الطعام والشراب مكانه، بل ينام مكانه أيضاً، ويضع رأسه عقب ساعات من ذكر الله ورسوله، ويدخل في النوم ولا يفيق إلا في الصباح الباكر، وتحديدا عند رفع أذان الفجر، منتظرا إقامة الصلاة بالمسجد ليبدأ طقوسه التي اعتاد عليها منذ 20 عاما مضت.
زهد كبير يعيشه «محمد»، لايغريه متاع الدنيا، ويفكر فقط في الآخرة، بعدما وهب حياته لذكر الله ورسوله وحب آل البيت، فبدأ يشد الرحال من المنيا حتى القاهرة وهو في العاشرة من عمره، للجلوس والنوم أمام مسجد السيدة زينب: «الست بتناديني، بشوفها في أحلامي ومنامي، وقلبي اتعلق بيها، وبحس أنها إشارات إني أجي لحد هنا».
لا يعمل «محمد» أو حتى يفكر في الزواج، فهو وحيد والدته التي يتركها في المنيا من أجل المجيئ إلى العاصمة بمساعدة أصدقائه ومعارفه: «بيركبوني القطر، وأوصل هنا الناس بتساعدني بأكل أو أي حاجة، والأيام بتعدي»، بحسب حديثه لـ«الوطن».
جهاز «تابلت» صغير بيد «محمد»، لا يفقه فيه شيئا سوى موقع اليوتيوب، لسماع القران الكريم، وذكر النبي، ومدحه، فضلا عن أناشيد الصوفية، التي يرتدي ملابسها: «مش بسمع أي حاجة تاني، ومعرفش أعمل حاجة تانية غير كده».
لا يتمنى «محمد» شيئا من الدنيا، سوى استمرار الإشارات والأحلام التي تلازمه منذ صغره، فلا يطمح لأي شيء في الدنيا على الإطلاق: «مش عاوز حاجة، وماليش أحلام ».