على عربة «كارو» داخل إحدى شوارع حدائق القبة، تقف أم عمرو 46 عاما، منذ ربع قرن وسط جيرانها والمحيطين بها، تبيع أعواد القصب والذرة المشوية في ليالي الشتاء الباردة، والتين الشوكي بأيام الصيف الحارة، في سبيل مساعدة زوجها ورفيق دربها، وأولادهما الـ6.

منذ الصباح الباكر، في تمام الساعة السابعة، وحتى الواحدة عقب منتصف الليل، تخرج «أم عمرو» بصحبة زوجها حارس العقار، وأمين الجراج، لاستلام بضاعتهما قبل تحضيرها وإعدادها على العربة استعدادا لبيعها وجمع قوت يومهما ليحويهما الجراج في النهاية يضعون رؤوسهم غارقين في النوم وسيارات ساكني العقار تحاوطهما من كل مكان.

«جيت من المنيا اتجوزت هنا وعايشين في جراج»

حالة من الرضا تسيطر على السيدة الأربعينية، وهي تتحدث عن اليوم التي ساقها قدرها لمجيئها العاصمة بصحبة زوجها: «اتجوزت قريبي بحبه ويحبني، وهو مسؤول عن جراج شغال فيه وبننام فيه، ووافقت بكل ظروفه وقررت أنا اللي أساعده».

بشتغل أكتر من 14 ساعة والمهم نربي ولادنا

أكثر من 14 ساعة عمل في اليوم تحضر فيها «أم عمرو» بضائعها قبل الاستعداد لبيعها: «قررت أساعده وأخرج بالعربية قدام البيت اشتغل أكتر من 14 ساعة واقفة على رجلي، كل هدفنا نربي العيال، وربنا رزقنا ب 6 اللي اتجوز منهم واللي بيتعلم المهم نطلعهم أحسن مننا»، وتابعت خلال حديثها لـ «الوطن»: «جوزي معايا وأنا معاه خطوة بخطوة».

بصرف الفلوس على أدوية القلب

معاناة صحية تعاني منها السيدة الأربعينية عقب إصابتها بالقلب، وعجز الماديات للعلاج: «جالي القلب من الزعل بصرف الفلوس على الأدوية وكل اللي محتاجاه أركب دعامة وأعمل العملية بس مفيش فلوس، أنا بصرف اليومية على أدوية القلب».

«نفسي في شقة تلمنا»

حلم بسيط تحلم به بائعة القصب وهو شقة صغيرة تجمع أسرتها بها: «نفسي في شقة مقفولة علينا، ومننامش في الجراج تاني».