كالملائكة وضعوا رؤوسهم على الوسادة، وانغمسوا في النوم، لا يدركون العالم المحيط بهم، ولا يعلمون ما يدور حولهم، أطفال بعمر الأيام، هم أبطال الصورة واللقطة، وأصحاب الكادر كاملًا، التي التقطته «ندى أشرف» فتاة في العقد الثاني من العمر، لكنها احترفت تصوير الأطفال، حديثي الولادة.

لم تتوقع ندى، 24 عاما، التي تخرجت من كلية التجارة - جامعة طنطا، أن تترك مجال دراستها وعملها، بعدما استهواها فن التصوير، خاصة الأطفال حديثي الولادة، الذي يحتاج لمجهود كبير، واستعدادات طويلة: «عرفت إني بحب التصوير في آخر سنة في الكلية، لما عينى بدأت تكون كوادر واجرب ألقطها بالموبايل، وكانت صور جميلة، بس كانت كهواية ومفكرتش اشتغل بيها».

فترات طويلة من العمل بالشهادة التي لم تشبع رغبات «ندى» وفقا لما ذكرته لـ«هن»: «لما اتخرجت اشتغلت بشهادتي في مجال المحاسبة في أكتر من شركة، بس مكنتش بلاقي نفسي، فاتجهت لكورس تصوير عشان أنمي الهواية وادرسها صح، وكنت بنزل الصور والناس تشجعني، فاتجهت للموضوع».

الصدفة ساعدتني لتصوير الأطفال

صدفة قادت «ندى» لاحتراف تصوير الأطفال حديثي الولادة، بعدما طلبت منها صديقة تصوير تؤامها وهما في عمر الـ7 أيام: «واحدة صاحبتي كانت عايزة تصور أطفالها تؤام وكان عندهم أسبوع، اتفرجت على فيديوهات على اليوتيوب ازاي نتعامل مع الأطفال حديثي الولادة، وقرأت مقالات إزاي نشيلهم ونتعامل معاهم ونلفهم إزاي وايه الخطوات اللي نمشى عليها، ونزلت ورش عمليه بتشرح الموضوع ده، وصورتهم فعلا، ومن هنا بدأت».

لازم لاياكلوا ولا يناموا قبلها وتصويرهم صعب

وشرحت الفتاة مدى صعوبة تصوير الأطفال حديثي الولادة، فهم لا يدركون شيئا، ولهم معاملة خاصة: «أصعب حاجة أن عمرهم أيام فمش فاهمين حاجة، وباخد وقت عشان اقدر اطمنهم ويسكتوا».

وعن أسس تصوير الأطفال حديثي الولادة، أوضحت: «قبل التصوير بساعتين يكونوا لا نايمين ولا خايفين، بدفي المكان بشغل الدفايات، وياخد الرضعة ونبتدي ننيمه، ونلف البيبي قبل التصوير على طول، عشان اقدر اتحكم».

وأكدت في ختام حديثها: «لازم اللي تعمل كده يبقى عندها صبر طويل».