سنوات من الألم والمعاناة النفسية والجسدية، حولت شكل «مريم»، التي تزوجت في سن 26 عاما، إلى ملامح شاحبة، افترستها الحياة الزوجية، وخطفت الضحكة من شفاها، وانقلبت حياتها إلى جحيم، بسبب السلوكيات العدوانية، التي تعيش صعقاتها منذ سنوات. 

قبل 7 سنوات، واجهت السيدة التي كانت ترغب في حياة مستقرة، كل أساليب العنف، فلم تدرك أن حياتها ستنقلب رأسًا على عقب، وتتبدل للحد الذي تصبح فيه ضحية جرائم العنف الأسري، إذ تقول: «أنا متجوزة من 2014، وكنت بتعرض للعنف والضرب والإهانة من وقت الحمل، وفي الشهر الخامس كان بيضربني بطريقة وحشية». 

«مريم» تقضي حياتها هاربة من العنف 

خلال السنوات الأخيرة، قررت مريم البالغة من العمر حاليا 33 عاما، الهروب من زوجها بعد إلحاق الأذى بها بأكثر من طريقة، موضحة في حديثها لـ«الوطن»، أنها فشلت في التخلص من العلاقة، بسبب رغبته في العيش معها رغمًا عنها: «جوازي منه كان سبب في إني أشوف معاه أبشع أنواع التعذيب، كان بيحط رأسي في الأرض، ويحط عليا رجله ويحلق شعري».

وتحكي الزوجة معاناتها مع التضييق والمنع من ممارسة نشاطاتها اليومية: «طول عمري ممنوعة من الخروج والضحك.. ولو رفضت أكل كان بيضربني، عشان جسمي رفيع، حتى نشر الغسيل والخروج في البلكونة بيرفضه».

صعوبة الطلاق بحكم الديانة

تواصل «مريم» الحديث، ولم تكف لحظة واحدة عن البكاء، وبنبرة حزينة، تؤكد تمسكها بالطلاق والهروب من العيش في كنف زوجها، الذي أشبعها ضربًا وإهانة، موضحة إنها لم تجد طريقة للفرار من الملاحقات، التي نتجت عن هذه العلاقة، بسبب صعوبة الطلاق في الديانة المسيحية: «عايشة سنين وأنا مضطرة أرجعله بعد كل مرة بيضربني، بحكم ديانتنا كمسيحيين، ومعندناش طلاق، ودي أكتر حاجة تعبتني نفسيًا، ومبقتش قادرة أستحمل حياتي».

سلبية أهل الزوج  

رغم تعرض السيدة الثلاثينية، للعنف المنزلي، إلا أن سلوكيات زوجها لم تكن محل اهتمام لدى أهله، حتى مع شكواها المتكررة لأسرته، مؤكدة تنصلهم من سلوكياته العدوانية التي لم تتوقف: «أهله مكانش ليهم رأي في العذاب اللي أنا عايشة فيه، لما أشتكيلهم من التعذيب كانوا بيقولوا مش بيصرف عليكي؟ عايزة إيه تاني، رغم أنه مكانش بيجيب غير الأكل».

مطاردة بالأذى في كل مكان 

ملاحقات واعتداءات جسدية لم تتوقف، تكشف عنها «مريم»، خاصة بعد الانفصال غير الرسمي، مؤكدة خلال حديثها أنها استبدلت مسكنها أكثر من مرة: «بعد الانفصال كان بيلاحقني وبيتهجم عليا أنا وأسرتي، وغيرت أنا وماما وأختي وأخويا السكن 7 مرات، وفضلت أتنقل من شقة للتانية بسببه». 

اعتداء بسلاح أبيض 

جروح خطيرة تعرضت لها السيدة الثلاثينية، قبل ساعات، نتيجة ممارسات عدوانية من قبل زوجها أمام المارة، بعد محاولة خطف الزوج طفلتهما البالغة من العمر 5 سنوات، إذ تعدى عليها بسلاح أبيض، وفقا لقولها: «امبارح الساعة 8 الصبح، وأنا رايحة شغلي، وبودي بنتي للحضانة، اتفاجئت بيه جاي ناحيتنا ومعاه واحد تاني، عشان يخطفوها، ولما تمسكت بيها اعتدى عليا، ووقطع جسمي بالمطواة». 

وأشار التقرير الطبي، إلى أن الضحية تعرضت للعنف الجسدي، ونتج عنه جروح قطعية خطيرة في أنحاء متفرقة من جسدها، وحررت محضرًا بالواقعة حمل رقم 421 لسنة 2022.