رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«الأسطى نعمة» سائقة «توك توك» مصابة بجلطة وتعول 6: نفسنا ناكل لحمة

كتب: آية أشرف -

05:49 ص | الإثنين 10 يناير 2022

نعمة

مع شروق شمس كل يوم، تستيقظ السيدة نعمة الحسين، 42 عامًا، تتكئ على قدمها المصابة بالجلطة، ولا تفكر في تعبها أو مرضها، لا تحمل هما سوى كسب لقمة العيش، من الـ«توكتوك» الذي تعلمت قيادته على يد شقيقها قبل أن يرحل منتحرًا، بعدما تملك اليأس والفقر منه، وباتت هي ربة الأسرة لوالدتها المسنة، وأولادها الـ5 بعد انفصال زوجها عنها. 

عندي جلطة واللي جاي على قد اللي رايح

بصوت غلبته الكسرة، أكدت السيدة الأربعينية، أنها ظلت تعمل بالمصانع لسنوات طويلة، حتى أصابتها جلطة بقدميها، فلم تعد قادرة على العمل أو التحمل، ما دفعها لتعلم قيادة الـ«توكتوك» على يد شقيقها: «عاوزة أشتغل أي حاجة وأنا قاعدة من غير ما أقف على رجلي، اللي جاي على قد اللي رايح، بيتصرف على علاج،  نفسي التوكتوك يكون بتاعي مشتغلش عند الناس، ويبقى إيراده ليا». 

مسؤولية كبيرة تقع على عاتق سائقة الـ«توكتوك»، بعدما تخلى عنها زوجها منذ 7 سنوات، وترك لها 4 فتيات وولد، دون أن يتقاسم معها مصروفات تعليمهم أو المصروفات اليومية: «علينا ديون، أنا بربي خمسة ومعاهم أمي، أكل وشرب وتعليم وإيجار، بقيت مديونة من طوب الأرض نفسي أسدد ديوني، نفسي في معاش كبير يكفيني أنا وعيالي وأمي». 

نفسنا ناكل فراخ ولا لحمة 

أمنية بسيطة تمنتها السيدة: «نفسي ياكلوا لحمة وفراخ، نفسي يبقى معايا اللي يخليني أجيبلهم الأكل ده ياكلوه مرة واحدة كل فترة». 

صدمة تعرضت لها «نعمة» منذ فترة طويلة، بعدما أقدم شقيقها على الانتحار، مُشعلًا النار في جسده، هربًا من الفقر واليأس: «كان بيلم خردة من الزبالة ويشتغل علي توكتوك وهو اللي علمني السواقة، كان أخويا الوحيد وكل حاجة ليا، لكن للأسف من الفقر وقلة الحيلة ولع في نفسه، وسابني أواجه كل حاجة لوحدي». 

لا تحلم السيدة سوى بامتلاك الـ«توكتوك» الذي تعمل عليه، وصرف معاش شهري كبير يساهم في إنفاقها على أسرتها.