كافحت من أجل لقمة العيش وتربية أبنائها، لم تهب نظرات المجتمع، فقط وضعت مستقبل أسرتها وآمنهم أمام نصب أعينها، تجدها تذهب إلى عملها منذ شروق الشمس حتى مغربها، إذ تعمل السيدة فكرية أحمد، صاحبة الـ40 عامًا، كعاملة نظافة في الشركة المصرية لنقل الكهرباء بالبحيرة، حتى تساعد زوجها الذي يعمل باليومية.

«والدتي ست مكافحة هفضل طول عمري فخورة بيها والناس بتحسدني عليها..لا هي دكتورة ولا موظفة هي مجرد عاملة نظافة»، عبارة ترجمت من خلالة الابنة غادة، صاحبة الـ20 عامًا، عن امتنانها وفخرها بوالدتها، التي ضحت حتى توصلها هى وشقيقتها لبر الأمان، «والدتي ست بـ100 راجل، بتشتغل في شركة خاصة مش معينة لأن مفيش تعيينات، وعلى الرغم من أن مرتبها قليل وصحتها على قدها وضهرها بيوجعها، لأن عندها فقرات منقولة إلا أنها رغم ذلك نزلت واشتغلت علشان تساعد والدي الراجل البسيط باليومية».

فكرية تساعد زوجها في مصروف البيت: جهزت أختي وعملتنا وكبرتنا

رغم المرتب الضئيل الذي تتقاضاه الأم، إلا أنها استطاعت مساعدة زوجها في إلحاق أبنائها بمختلف المدارس والجامعات، «ساعدت والدي في علامي ودخلت كلية وشرفتهم وشرفتها في الشغل بتاعها، والناس بيحترموها جدًا، ماما بتستخسر في نفسها تروح للدكتور وتقولنا انتوا أهم، بتساعد في جهاز أختي، عمرها ما بخلت علينا بحاجة وكل اللي نشاور عليه تجبهولنا ولا عمرنا حسينا إننا أقل من حد أبدًا».

غادة: أقرب الناس بيعايروا ماما على شغلها.. وأنا فخورة بيها

العديد من كلمات المتهكمة على طبيعة عملها تعرضت لها الأم الأربعينية، فضلًا عن المعايرات من أقرب الناس لها، «والدتي بتمسح حمامات وبيعيروها بشغلها، أنا فخورة بيها وبشغلها وإنها قدرت تربينا كويس وبتعاملنا باحترام، وهي أحسن أم في الدنيا، وعلاقتي بيها زي صاحبتي بالظبط وفرق السن بينا مش كبير».