داخل غُرف منازلهم المُتقاربة من بعضها البعض، يسمعون صرخاتها بشكل مستمر، منذ أن بدأ فرض الحجر المنزلي، لا يعلمون السبب ولا يفقهون ما وراء الكواليس، لكن صرخات الزوجة دومًا ما تلفت انتباههم، وسماع الألفاظ النابية من الزوج، وصراخه بوجهها، والتعدي عليها بالضرب كثيرًا ما يُثير فضولهم.

"واحد جارنا بنسمعه في منطقة فيصل، الجيزة، يوميًا بيضرب مراته، اللي للأسف حتى منعرفش إيه السبب، حاولنا التدخل لإنقاذها لكن مش بيسمع لحد، محتاجين ننقذ مراته من بطشه المتزايد كل يوم، بشكل قاسي جدًا". 

كلمات شاركت بها جارة السيدة وزوجها، عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، مُدعمة تلك المنشور، بمقطع مصور لا يتخطى الدقيقتين يرصد محاولات "الزوج" في غلق الإضاءة والمنافذ فور رؤيته لكاميرا صاحبة المنشور التي أرادت توثيق المُعاناة التي تعيشها السيدة، حتى انتشر بوست استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل كبير.

الجيران: "من وقت الحظر بتضرب ومش عارفة تنقذ نفسها"

تواصلت "هُن"، مع صاحبة المنشور التي تحفظت على ذكر اسمها خوفا من ملاحقة الزوج، التي أكدت إنها تشعر بالضيق لسماعها صوت الجارة بشكل مستمر وهي تتعرض للعنف والاعتداء اللفظي والجسدي، قائلة: "من وقت الحظر وتقريبًا يوميًا بتضرب، قاعد في البيت يضربها، وبيشتمها ألفاظ صعبة جدًا، بتقعد تصرخ لكن محدش سامعلها". 

وأضافت صاحبة المنشور لـ "هن": "أنا للأسف ماليش علاقة بيهم، بس الجار ده جمعنا معاه حوار قبل كدة وكانت طريقته فعلًا مش كويسة، ومحسناش إن مراته في خطر إلا لما طلعت مرة من شباك أوضتها طلبت من أمي إنها تحاول توصلها بأهلها ينقذوها، لكن مفيش فايدة، وتقريبًا أهلها مش من القاهرة". 

وتابعت:"اللي نعرفه أنهم عندهم بنتين صغيرين، والراجل عنده محل حلاقة في نفس الشارع، حاولت أصور لحظات الاعتداء وأحاول أبلغ لكن للأسف منفعش وتقريبا من وقت الحظر ضربها أكتر من 5 مرات كل مرة نسمع صوتها". 

وأضافت الجارة: "الست دي لا حول لها ولا قوة محتاجين أي جهة بتحمي المرأة تتصرف وتلحقها".