رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الرجولة مش بالضرب " محاولة جديدة لمناهضة العنف الأسرى

كتب: الوطن -

10:02 م | الإثنين 28 أغسطس 2017

صورة أرشيفية

"اكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين" مثل اعتادته الأسر المصرية والعربية، وأصبح مبرر مقبول لدى الكثيرين لممارسة العنف ضد النساء بشتى أنواعه وبالتحديد الضرب.

وشهدت ساحات الدفاع عن حقوق المرأة العديد من المحاولات لمناهضة العنف الأسري ضد النساء والذى يوجه لها من أي "ذكر" له سلطة عليها بشكل مباشر أو غير مباشر ولكن دون فائدة ملموسة على أرض الواقع.

فدومًا هناك مبررات اجتماعية تعطي لممارس العُنف الحق فى عنفه، وتسلب من التي يقع عليها هذه الممارسات حق الاعتراض والشكوى والرفض، ونجد الكثيرات يفضلن الصمت وعدم البوح بما يتعرضن له لعدم وجود البيئة الآمنة التي تضمن لهن الكلام دون التعرض لمزيد من العنف.

كل ذلك دفع الصحفية سالي مشالي لتدشين حملة تحت شعار "الرجولة مش بالضرب"، وذلك في محاولة منها لتشجيع الفتيات لسرد قصصهن مع العنف، ولتوفير بيئة آمنة يستطعن من خلالها البوح النفسي لأوجاعهن دون الإفصاح عن هويتهن، من خلال إرسال قصصهن لسالي ومن ثم تقوم هي بعرضهن.

وتروي سالي أن العنف بالضرب شئ شائع منذ زمن طويل بين الأب وابنته أو بين الزوج وزوجته، وكذلك الحال بالنسبة للعم أوالخال، ولكن ما جد على المجتمع بشكل فج قد ينبئ بخلل جديد هو الضرب بين الإخوة حيث قالت: "طول عمر الأخوات بيضربوا بعض لكن مش أنه يوصل لنوع من أنواع العنف اللى بيمارسه الأخ حتى لو كان أصغر سنًا لمجرد أنه له سلطة ذكورية داخل الأسرة اللي بتشجعه بشكل صريح أو برضا متخفي في شكل التغافل المقصود لما بيسكتوا عن اللي بتتعرض له بنتهم من أخوها، والنتيجة إن الأخوات بيكرهوا بعض، أخت بتتقهر من أخوها وأخ بيبقى مشروع زوج هيضرب زوجته في المستقبل".

ومن أبرز القصص التي تلقتها سالي وسردتها، قصة فتاة روت مآساتها مع أخيها الذي اعتدى عليها بالضرب بعد خلاف بسيط بينهما، عندما اختلفوا حول من منهما سيقوم بشراء الإفطار، وفي أثناء الخلاف استغل قوته الجسدية ومارس عليها قمعه، وما زادها ألمًا هو عدم وجود رد فعل رادع من أهلها ضد أخيها، فمنعوها من إتخاذ أي إجراء قانوني ومع ذلك لم يتخذوا أي رد فعل يمنعه من تكرار فعلته.

وكانت هذه القصة بمثابة الوجع الذى تجدد لدى أخريات، بكين حظهن لما مررن به أيضًا من تجارب مؤلمة، وبدأن البوح عندما وجدوا الفرصة سانحة أمامهن دون الإفصاح عن هويتهم، وتحدثت إحداهن أنها تعرضت أيضًا للضرب من أخيها الأصغر منها بـ 6 سنوات عندما كانت حامل في شهرها التاسع، والذي إنهال عليها بالضرب لسبب تافه على حد قولها، "كنت في بيت أهلي وكنت بمر بمشاكل مع جوزي وقتها مكنتش تقريبًا بأكل فوقفت عملت عصير لنفسي فأخويا شربه فلما لومته ضربني ضرب جامد كان ممكن يخسرني الجنين مش قادرة اسامحه انه استقوى عليا وقت ضعفي".

وهناك من تعرضت للعنف لمجرد اختلافها مع أخيها على مظهرها غير المناسب من وجهة نظره، وغيرها من الحكايات التي تنتظر بطلاتها قانون ينهى حلقات العنف المستمرة، ويمكنهن من وجود مظلة آمنة لحمايتهن عند التعرض للعنف الأسري، فيستطعن البوح بشكل علني دون الاضطرار لإخفاء هويتهن، وكذلك تضمن هذه المظلة وجود عقاب رادع لممارسين العنف الأسري، مما يضمن عدم تكرار الفعل مرة أخرى.

الكلمات الدالة