وسط حملات التوعية والقوانين التي تحرم وتحارب عملية ختان الإناث، لم تسلم الطفلة "ندى" من العادات البالية الناجمة عن أفكار خاطئة في فهم الدين والعادات الموروثة، وذلك بعد أن تعرضت ابنة الـ14 عاما، لصدمة عصبية على يد طبيب النساء والولادة الذي كان يجري لها عملية الختان، ما أدى إلى وفاتها على الفور.

وفوجئ أمس أهالي قرية الحواتكة بمركز منفلوط في محافظة أسيوط، بانتشار نبأ وفاة "ندى"، فقام أحدهم بإبلاغ "خط الطفل" بالواقعة، وعلى الفور جرى العثور على الطفلة داخل العيادة بعدما فارقت الحياة، وأمرت النيابة، بعد المعاينة الأولية، بإرسال الضحية إلى مشرحة مستشفى منفلوط المركزي.

لم تكن "ندى" ضحية الختان الوحيدة بل سبقتها فتيات أخرى لم يستطعن الاعتراض وكن ضحايا بهدف "عفة الفتاة".

وفي يونيو 2019 أطلق المجلسان القومي للطفولة والأمومة والقومي للمرأة، اللجنة المشتركة لمواجهة ظاهرة ختان الإناث بعنوان "شهر بدور"، وذلك بعد وفاة ابنة الـ12عاما بدور ابنة قرية مغاغة بمحافظة المنيا، التي اصطحبتها والدتها في يوم 14 يونيو سنة 2007 إلى طبيبة لإجراء عملية "الختان"، متوهمة أنها تحافظ على "عفة ابنتها" والنتيجة كانت أن بدور أصبحت ضحية لجريمة ختان الإناث. 

"أم بدور" لم تكن تعلم ما الذي سيحدث لابنتها، حيث أن الطبيبة، قالت للأم إن العملية سهلة، ولكن "بدور" لاقت ربها بسبب العادات الخاطئة دون أي ذنب ارتكبته، حسب تصريحات صحفية سابقة للأم بعد الواقعة.

أما الطفلة كريمة رحيم مسعود، ابنة الـ13 عاما، راحت هي الأخرى ضحية عملية ختان في عام 2007، بعد أن اصطحبها والدها لعيادة طبيب، لتلقي مصرعها إثر نزيف، في قرية كفر جعفر بمحافظة الغربية.

وفي 2010 توفيت الطفلة نرمين حداد على يد طبيبة، أثناء إجراء عملية ختان في محافظة المنوفية، خشي أهلها أن يشاع خبر وفاة ابنتهم حتى لا يتعرضون للمساءلة القانونية، فقرروا دفنها في مدخل قريتهم ليلا، وكادت الجريمة تختفي إلا أن خلافا بين الطبيبة التي أجرت عملية وممرضتها كانت شاهدة عيان على الواقعة، أدى لاتصال الممرضة بنجدة الطفل، وإبلاغهم بالكارثة.

وفي مركز أجا بمحافظة الدقهلية، لقيت الطفلة سهير الباتع، ابنة الـ13 عاما، مصرعها أثناء إجراء عملية ختان بإحدى العيادات الخاصة في قرية منشية الإخوة بمركز أجا، نتيجة جرعة زائدة من المخدر، جرى حقنه بها قبل إجراء العملية، وقضت محكمة استئناف المنصورة بحبس الطبيب المتهم بالتسبب في وفاتها عامين.

وأخيرًا في محافظة السويس، لقيت الشابة ميار محمد موسى، 17 عاما، مصرعها أثناء إجراء عملية لختانها بإحدى المستشفيات الخاصة، بوجود أمها الطبيبة، وقرر محافظ السويس إغلاق المستشفى وتحويل الطبيب والممرضين والأم للنيابة.

وبسقوط الكثير من الضحايا وإصابة أخريات، أصبحت القاهرة في 2017 الأولى عالميا في ختان الإناث وفقا لمنظمة "يونسيف"، حيث وصل عددهن إلى 27.2 مليون سيدة من مختلف الأعمار.