كتب: آية أشرف -
12:58 ص | الخميس 11 أبريل 2019
"غشاء البكارة" أمر يعد من المحظورات الحديث عنه بمجتمعاتنا الشرقية، فمنذ بلوغ الفتيات، تبدأ الأمهات بنقل نصائحهن التحذيرية، حول "الغشاء"، بل ربطها بالشرف، حتى أصبح "دم الغشاء" بمفهوم البعض هو من يحدد كون تلك الفتاة تتمتع بالشرف والفضيلة أم لا؟.
حتى بات الأمر يشكل عبئا كبير على الفتيات، وصل إلى حد الهاجس والخوف، من ممارسة حياتهن بالشكل الطبيعي، كالجري، وركوب العجل، والخيل وغيرها من الأمور، التي تحذر الاقتراب منها خوفًا من فقدان عذريتها.
وفي محاولات للتصدي لبعض العادات المجتمعية التي تضع الكثير من العوائق على الفتيات، دشن مجموعة من طلاب أداب اعلام، بجامعة عين شمس، حملة لمواجهة ثقافة التعامل مع غشاء البكارة، تحت شعار "مش بالأحمر، اختلافها مش بأيديها".
أمور عِدة تخشيها معظم الفتيات، بسبب نصائح باتت معهن حتى عقب الزواج، تحدثن عنها، ليبرزن مخاوفهن الموروثة:
أعربت إحدى الفتيات عن المخاوف التي غرستها والدتها بداخلها منذ الصغر، خوفًا من فقدان عذريتها، مؤكدة إن والدتها حذرتها من ركوب الخيل كي تُحافظ على غشاءها..قائلة: "قالتلي ممكن متبقيش بنت".
آية سعد، 24 سنة، تقول إن والدتها لازالت تُحذرها حتى الآن، من الماء المندفع من شطافة المرحاض، مشيرة إلى أنها دائمًا ما كانت تؤكد لها أن الماء قد يصيبها بفقدان عذريتها".
أكدت دنُيا، 26 سنة، خلال حديثها لـ "هُن" قائلة: "كنت بلعب جمباز وخوفوني من فتح الحوض ولما كبرت شوية لعبت كونغ فو وكنت متميزة فيها جدًا".
وتابعت: "في يوم ما فتحت حوض كامل في تمرين ماما منعتني اكمل تدريب، خوفًا على عذريتي".
بهذا الكلمات أوضحت فريال وهدان، صاحبة الـ 23 سنة، أن أقاربها كانوا دائمًا ما يحذرونها من فقدان العذرية، من خلال محاولاتها لاكتشاف معالم جسدها، أو من فرط الحركة، كالجري، وركوب العجل، الأمر الذي كان دائمًا ما يثير فضولها، ولكنها كانت تتبع التعليمات خوفًا على بكارتها.
أكد الدكتور خالد النمرسي، أستشاري النساء والتوليد، أن كل ما يتردد حول خوف الفتيات من فض الغشاء بسبب ممارسة الرياضة، أو ركوب الخيل وغيره أمر غير صحيح بالمرة، ولا علاقة له بالطب أو العلم، قائلًا: "دي كلها تخاريف، وعادات غلط".
وعن احتمالية إصابة الفتيات خلال ممارستهن بعض الرياضات أو الأنشطة العنيفة، قال: "حتى لو حصل واتعورت بيكون جرح جزئي وبيلم تاني مع الوقت".
وتابع: "فض الغشاء بيحدث مع الجماع المتكرر، ولابد من زيادة ثقافة الأهالي، وعدم تخويف الفتيات لهذا الحد".
أكدت زينب مهدي، استشاري الطب النفسي، أن حصر شرف البنت في غشاء البكارة، وإنه الدليل الوحيد للعفه، أمر نسبب في هاجس كبير للفتيات، قائلة: "وارد جدا البنت تتعرض لأي حادث من أي نوع و تفقد عذريتها مع إنها شريفة ولم يمسها البشر ولكن ممكن حياتها تقف ومتتجوزش، بسبب غشاء البكارة".
وأضافت "مهدي" لـ "هُن": لابد من تخطي الخوف، من خلال التثقيف بأن غشاء البكارة لم يفض بمجرد ركوب عجل أو خيل وإنما لابد من الجماع".
ناصحة الفتيات والأهل بضرورة القراءة والتثقيف، حول أنواع الغشاء، حتى يتخطوا تلك الهواجس".