رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

انتصارا للشرف.. قصة انتحار "أميرة" لشكوك زوجها بعد "حفلات تعذيبها"

كتب: روان مسعد -

02:47 م | السبت 09 مارس 2019

انتحار

تقترن الجرائم دوما بالشرف، ضوابط على الأنثى أن تسير عليها في حياتها خاصة إن كانت متزوجة أو مخطوبة، فالدماء الشرقية تجري في عروق معظم الرجال، وما أن ينتاب أحدهم الشك يتحول إلى غول يلتهم في طريقه كل مشاعر إيجابية، فتطفو رغبة الانتقام وتصبح شغله الشاغل، وهي تفاصيل بطل القصة التالية، مدرب "الجيم" سالم، الذي دفع زوجته للانتحار بسبب الشك في سلوكها.

سنة كاملة من الزواج الهادئ الذي تم صيف 2017، تعرفت أميرة إلى مدرب "الجيم" سالم فتزوجا، عاشا في توافق فترة من الزمن، حتى أنجبت ابنهما الصغير، وما أن بلغ عمره العامين بدأت المشاكل في الزيادة.

روى الزوج في تحقيقات النيابة، بأوسيم، أنه سمع زوجته تتحدث إلى شاب في الهاتف، فنشبت مشاجرة كبيرة بين الزوجين، قررت على إثرها أميرة ترك بيت الزوجية، والتوجه لبيت والدها والمكوث فيه لفترة من الوقت.

خلال تلك الفترة، لم يترك الشك بطل القصة، فقد ظل ينهشه في صمت، حتى وضع خطته المحكمة، ذهب لبيت أهل زوجته، صالحها وأقنعها بالعودة مرة أخرى معه لبيتهما، بعد أن توسل إليها لذلك، خضعت الزوجة ووافقت وعادت مع زوجها إلى منزلهما، لكن لم تدر بأنها كانت على موعد مع حفلات تعذيب أدت في النهاية لمقتلها.

7 أسابيع هي المدة التي استغرقها الزوج في تعذيبه لزوجته، لم تستطع الأخيرة أن تتحمل أكثر، كانت تخبره في رغبتها ترك المنزل، والذهاب لأسرتها لكنه كان يمنعها في كل مرة، وفي الصباح والمساء أذاقها كافة أشكال العذاب بسبب شكه الدائم في سلوكها، وعقاب لها على خيانتها له، حتى جاء وقت الحادثة، حيث قررت الزوجة إما أن تنهي حياتها، أو تنهي التعذيب.

صباح يوم الانتحار، استيقظت الزوجة على حفلة تعذيب أخرى، وهنا تضاربت أقوال الزوج في النيابة حول أسباب انتحارها، روى واقعتين مختلفتين، وعقب 6 أشهر من موت زوجته، عادت النيابة استجوابه مرة أخرى بعد أن تسلمت تقرير الطب الشرعي وتحريات المباحث التي أكدت بأن الزوج مشتبه فيه بالتسبب في قتل المجني عليها.

في المرة الأولى، قال الزوج إنه هدد زوجته بعد مشاجرة عنيفة بينهما، بأنه سيتحدث إلى والدها ويخبره بأمر خيانتها له وسيقدم له كافة الأدلة، وفور علم الزوجة وبينما هو منهمك في الحديث مع والدها غافلته وقفزت من شرفة المنزل، ولم يستطع إنقاذها حيث وجدها متدلية من البلكونة فسقطت.

أما في المرة الثانية، وبعدما واجهته النيابة بالأدلة الجديدة، وبشبهة تورطه في أسباب مقتلها، حيث اتهمه والدها وأخوها بالتسبب في مقتلها، مؤكدين بأن الفتاة كانت تهاتفهم باستمرار وتريد العودة لبيت والدها مرة أخرى ولكن زوجها يكرر رفضه كل مرة.

اعترف المتهم بانه احتجز زوجته العشرينية لمدة 55 يوما، في بيت الزوجية، وبأنه عرضها لأشكال مختلفة من التعذيب، بسبب مكالمة هاتفية بينها وبين شاب، وأنه ظل الشك يراوده بسبب تلك المكالمة.

وفي صباح يوم الحادث، وفق قول سالم في تحقيقات النيابة، إنه لم يجد زوجته بجواره، وكانت تقف أمام شرفة الشقة بالطابق الخامس، وأخبرته بأنها سوف تلقي بنفسها من الشرفة إذا رفض عودتها لمنزل أسرتها، فرفض وقال لها: "أرمي نفسك براحتك"، ولم تترد المجني عليها وألقت بنفسها من شرفة الشقة.

وباعترافه مثل الشاب الثلاثيني أمام نيابة حوادث شمال الجيزة، لإعلانه بقرار إحالته للمحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات، في الاتهامات المنسوبة إليه والتي تشمل: "القتل المقترن باحتجاز مصحوب بتعذيبات بدنية لزوجته العروس لشكه في سلوكها".

التحريات والتحقيقات جرت بشأن الواقعة، من قبل جهات التحقيقات، وأشرف عليها اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث.