رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«النار كلت ملامحها».. رحلة البحث عن «الجدة سامية» من محطة مصر إلى مشرحة زينهم

كتب: أحمد عصر - يسرا محمود -

08:07 م | الجمعة 01 مارس 2019

«النار كلت ملامحها».. رحلة الجدة

تقبض على يد حفيدتها بإحكام شديد، خوفًا من فقدانها في زحام محطة مصر.. تركض مسرعة رغبةً في اللحاق بالقطار المتجه من القاهرة إلى الشرقية، إلا أن أقدام المُسنة وصغيرتها لم تسعفانهما على الوصول في التوقيت المحدد ليفوتهما القطار الذي تركهما في موعد مع مصير مؤلم على رصيف نمرة 6.

ألسنة نيران عظيمة تجتاح المكان بعد تصادم جرار بصدادة الرصيف، فرقت بين الطفلة وجدتها، التي ظلت تهتف بفزع "أنتي فين يا تيتة"، دون أن تجد جوابًا حتى فقدت وعيها أثناء حملها بين المسعفين، لإصابتها بحروق بالغة، لتبدأ رحلة غامضة في البحث عن "سامية محمد عليوة" جدة الطفلة "راوية".

"معندناش حد بالاسم ده".. الرد الذي صدم أسرة "سامية"، طوال مشوار بحثهم عنها، بداية من مستشفى دار الشفاء، مرورا بمستشفى هيئة السكة الحديدية وحتى مستشفى معهد الناصر، والتي ترقد فيه الحفيدة "راوية" ذات الـ6 سنوات.

تحاليل الحمض النووي "دي أن أي" كان الأمل الأخير لأسرة "سامية" من أجل العثور على جثمانها بين المتوفين مجهولي الهوية، بعدما خاب أملهم في العثور عليها حية في المستشفيات التي استقبلت ضحايا الحادث، لتقودهم نتيجة التحاليل في الثامنة من صباح اليوم إلى مكان الجثمان المستقر داخل واحدة من ثلاجات مشرحة زينهم منذ اليوم الأول للحادث، هكذا قالت "سحر عليوة" شقيقة "سامية" لـ"الوطن" بعد أن علمت بالعثور على الجثمان قبل أن تتوجه هي وأسرتها لاستلامه من المشرحة.

لم يشكل العثور على جثمان "سامية" داخل مشرحة زينهم المفاجأة الكبرى بالنسبة لأسرتها، كما روى أبوالقاسم لطف الله، أحد أقاربها، وإنما تمثلت الصدمة في وجود الجثمان داخل المشرحة منذ اليوم الأول للحادث وهم لا يعلمون عن ذلك شيئًا.