رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

محمد فراج يكتب: امشى مرفوعة الرأس يا ست البنات

كتب: الوطن -

11:31 ص | الثلاثاء 04 ديسمبر 2018

محمد فراج

مبهرة المرأة المصرية حقاً، رغم حقها المهدور فى حياة آمنة.. فيومياً تواجه مضايقات وعنفاً لفظياً وآخر جنسياً وانتهاك جسدها ومساحتها الشخصية، متحملة الآلام النفسية وحدها، مستمرة فى تأدية مهامها بإحسان تجاه أسرتها ومجتمعها الملىء بتبريرات غير آدمية من الرجال مرتكبى تلك الجرائم الإنسانية، باضطرارهم فعل ذلك لصعوبة الزواج واستفزاز ملابس الفتيات لغرائزهم الدونية، دون التفكير للحظة بأن كل ساقٍ سيُسقى بما سقى، وربما يتحرش شاب بأمهاتهم أو أخواتهم «ساعتها هتبرر للى عمل كده فى عرضك!.. يبقى ليه مانتقيش ربنا من الأول».

فالتحرش بالنسبة لى نوع من الاغتصاب الفكرى والجسدى البشع، وما زلت أتذكر وقائع بعينها، من بينها «مُعاكسة» شابين لمجموعة من الفتيات بألفاظ نابية، فى شارع جامعة الدول العربية، خلال خروج جموع من الشعب المصرى للاحتفال بفوز المنتخب الوطنى على نظيره ساحل العاج فى بطولة الأمم الأفريقية، والإفصاح عن رغبتهم فى ملامسة أجسادهن بطريقة منحطة أخافت فتيات لم يرتكبن أى جرم سوى وجودهن وسط شباب عديمى الأخلاق والرجولة والتربية، فاقدين للهوية، متناسين تعاليم الديانات السماوية، «يعنى الناس نازلة تحتفل، وأنتم رايحين تكرهوا البنات فى نزول الشارع!».

وللأسف تفكير المتحرشين المحدود لن يجعلهم يدركون الآثار السلبية لإهانتهم المرأة، و«كسرة نفسها» باستمرار، التى ستؤدى إلى انهيار ثقتها بنفسها، وفى قدرتها على النجاح سواء فى تربية أبنائها أو فى تحقيق إنجازات فى عملها أو مرعاة والديها والمقربين، سيتفكك المنزل، وتنهار قدرتها على تنشئة جيل سَوى، «وكده تقدر تقول على المجتمع باى باى، خصوصاً إننا محققين أرقام قياسية فى كل ما هو سلبى، فمصر من أعلى نسب الطلاق والتحرش عالمياً، وغيرها من الإحصائيات الدولية، المؤكدة على تراجعنا فى مجالات شتى سريعاً».

إذن فالواقع بات سيئاً للغاية، ويحتاج لمعالجة فورية، ولكى نكون محقين فالأمر معقد بشدة، ولن يحل فى ليلة وضحاها، ولكن علينا البدء فى حملات توعية موسعة للشباب والأطفال بأهمية احترام المرأة، وأن معاملتهم الحسنة معها ستنعكس بالإيجاب عليهم، فى تقديرهن لهم كآباء وأخوة وأزواج، ما يجعلنا نعيش حياة سعيدة بها مودة ورحمة، مع الاهتمام بإقرار دروس بالمقررات الدراسية حول تعظيم دور المرأة، والتعامل مع المهين لها باحتقار، والتشديد على ازدراء تلك الأفعال، وأنها ستؤدى لعقوبات قانونية واجتماعية، وأن احترام النساء يدل على احترام الرجال لأنفسهم، وأنهم شخصيات خالية من الأمراض النفسية، ونشأوا فى بيئة سوية، بالإضافة إلى تأكيد رجال الدين على ضرورة الاهتمام بالنساء وعدم انتهاكهن.

ولكنى أود أيضاً توجيه رسالة إلى الفتيات المُعنَّفات: «اوعى تخافى أو تسكتى عن حقك»، فعليكِ إيقاف المتحرش وتقديم بلاغ ضده، وإياك أن تشعرى بخجل من نفسك لما حدث، أو تسمحى للآخرين بإلقاء اللوم عليكِ، أو الخوف من «الفضيحة المجتمعية»، فأنتِ الضحية، وأولى أن يخاف المجرمون من أفعالهم المنحطة.. «امشى مرفوعة الرأس يا ست البنات.. همّا اللى غلطوا مش إنتى».