رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الشيخ محمد البسطويسى يكتب: «وما أهانهن إلا لئيم»

كتب: الوطن -

12:13 م | الإثنين 03 ديسمبر 2018

الشيخ محمد البسطويسى يكتب: «وما أهانهن إلا لئيم»

وضعت الشريعة الإسلامية الغرَّاء الأسس لإعلاء مكانة المرأة والإصلاح من شأنها، لأنها جزء مهم وشريك أصيل مع الرجل فى المجتمع، فهى لا تنفك عنه، فجعلها الشرع جدة وأُماً وزوجة وابنة وأختاً، وهذا ما نسميه بالنسب البشرى، وصدق الله العظيم، حيث قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً».

واهتمت السُّنة بالمرأة كثيراً، وقال المعصوم صلى الله عليه وسلم: «النساء شقائق الرجال»، فالمرأة خُلقت من نفس ما خلق الله منه الرجل، ولا تمايز بينهما من حيث أصل الخِلقة، وعليه فيكون للمرأة ما للرجل من كمال الهيئة والخِلقة الإنسانية التى بيَّنها الإسلام لكل من الرجل والمرأة، قال تعالى: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»، فهذا فى المجال الاجتماعى، حيث فتح لها الإسلام باب العمل التطوعى، ثم أقرَّ لها المشاركة السياسية عن طريق الانتخاب أو الترشح، بناء على قول الله تعالى: «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».

ومنح الشرع للمرأة أهلية كاملة فى التصرف إذا بلغت وظهرت عليها علامات الرشد وحُسن التصرف، قال تعالى: «وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِياً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»، وقال رسول الله: «لا تُنكح الأيّم حتى تُستأمَر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأذَن، وإذنها أن تسكت».

وفى المجال الاقتصادى اعترف لها الشرع الحنيف بالأهلية والتصرف فى أموالها، كالبيع والشراء والإجارة والهبة، قال تعالى: «لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ»، وقوله تعالى: «وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِى عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ».

أما العلاقة بين الرجال والنساء فقد حددها النبى الكريم فى أكثر من نص نبوى، أوصى خلاله بالمرأة، وعلَّق خيرية الرجال على حُسن معاملتهم لزوجاتهم، وجعل من سوء معاملة الرجل لزوجته أمارة وعلامة ودليلاً على لؤم هذا الرجل، فقال رسول الله: (استوصوا بالنساء خيراً) وعن عائشة رضى الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى)، وعن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم إنى أُحرِّج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة) وقال النبى: (إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)، واستمرت توصية النبى بالنساء حتى آخر أيامه، فقال فى حجة الوداع: «استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة... إن لكم من نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذنّ فى بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تُحسنوا إليهن فى كسوتهن وطعامهن».

الكلمات الدالة