رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حسام الخولى يكتب: العنف ضد النساء

كتب: الوطن -

11:33 ص | السبت 01 ديسمبر 2018

حسام الخولي

ظاهرة أصبحت فى تزايد ملحوظ، يحاول المجتمع السيطرة عليها من خلال صدور تشريعات تجرّم هذه الظاهرة، لكن هذه التشريعات والقوانين تُحد بدرجة ضعيفة من هذه الظاهرة، لأن العلاج الأصلى هو النزول إلى جذور المجتمع ومحاولة القضاء على تلك الظاهرة، أما تطبيق القانون فهو يحجم بعض آثار الظاهرة بعد انتشارها، فإذا نظرنا إلى هذه الظاهرة سنكتشف أن مستوى التعليم والنشأة لهما دخل كبير فى هذه الظاهرة، فكلما زاد مستوى التعليم قلت هذه الظاهرة، وبالطبع لكل قاعدة شواذ. لدى مستوى التعليم الجيد توجد هذه الظاهرة أيضاً، لكن يمكن حصرها بأنها ظاهرة مرضية.

أما لدى التعليم المنخفض، فهى ظاهرة كبيرة، فالمجتمع المصرى حصل له تغيير كبير وغريب. فكان فى زمن قريب الأماكن الشعبية هى المكان الآمن للمرأة للمعيشة، لا وجود لتحرش أو مضايقات. كان الشاب إذا تعرّض لامرأة بأى مضايقة ينال من العقاب من أيادى شباب ورجال الحى ما يجعله درساً له فى الحياة، حيث كان الحى الشعبى أسرة مترابطة، لها كرامة واحدة، والتعدى على امرأة من الحى كان يعتبر اعتداءً على كرامة الحى بأكمله.

ذهلت حينما سمعت من أصدقاء عما شاهدوه على مواقع التواصل من تسجيلات لبعض الأفراح فى المناطق الشعبية، وحينما شاهدت بعضاً منها لم أصدق ما شاهدت. هذا ليس ناقوس خطر، إنه زلزال بقوة ٨ ريختر يضرب المجتمع المصرى.

طب نشوف إحنا رايحين على فين؟ ببساطة ظاهرة التوك توك وتأثيرها على المجتمع المصرى والعنف ضد المرأة، أما نجيب أطفال يتراوح عمرهم من تسع إلى أربعة عشر عاماً، ونسيّبهم التعليم، ونشغلهم فى قيادة التوك توك، ويختلطوا بجميع الأعمار والسلوكيات، ويكون دخل الطفل ١٠٠ جنيه أو أكثر يومياً، تفتكروا إيه النتيجة؟ النتيجة صناعة آلاف من القنابل البشرية ضد المجتمع.

وماذا تتوقعون معاملة هذا الطفل عند بلوغه سن المراهقة للمرأة؟ نحن نتكلم عن أعداد تتعدّى مئات الآلاف، ظهرت نتايجها وستظهر أكثر.

للأسف أصبح قطاع كبير من المجتمع مصاباً بشيزوفرينيا (انفصام فى الشخصية)، فهو يدافع عن مظاهر التدين ويطبق عبر سلوكياته كل ما يخالف مبادئ الأديان والأعراف والإنسانية.