مبادرات كثيرة تطالب بالمساواة بين الجنسين وتناهض العنف ضد المرأة، ولكن أن تكون المبادرة من أحد خريجي جامعة الأزهر، وأن تُوجه أنشطتها من ورش عمل وندوات للذكور فقط، وأن تكون في إحدى محافظات الدلتا بعيدًا عن الاعتقاد السائد أن الرجل الغير قاهري أصعب مِراسًا فيما يخص حقوق المرأة، فهذا في حد ذاته الخروج عن المألوف.

خالد البهنساوي، 24 عامًا، تخرج في قسم العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر، وقد شغفه العمل العام في مجالات التنمية البشرية الموجهة للذكور نحو تعزيز الحقوق النُسوية، ليواجه الكثير من المعوقات وأَوْلها أن هذا مجال الحقوقيات، إلا أنه استطاع من خلال ندوات تعريفية من ترسيخ مفاهيم ذات علاقة بأن المرأة المُعنَّفة يمكن أن تصبح ذات يوم زوجة وأم مما قد يؤثر على حياة الرجل الزوجية والأسرية، وبالطبع ستؤثر على المجتمع بشكل عام.

"بدأت مبادرة المساواة بين الجنسين بالدقهلية في نهاية عام 2017 وقدمت ورش عمل وندوات توعوية لما يزيد عن 300 شاب في الفئة العمرية أكبر من 16 عام، وقدمت المبادرة أنشطة من خلال شراكات مع جمعيات مدنية في الدقهلية"، هكذا قال متابعا أن جامعة المنصورة كان لها نصيب من عقد بعض الأنشطة بها وذلك لأن شباب الجامعات يعتبرون أكثر فئة مستهدفة للتأثير في المجتمع بشكل أسرع، كما كانت المبادرة هي المنسق المحلي لحملة "مكانك فين" التي ينظمها المركز الثقافي البريطاني، وهي حملة ضخمة وشاركت فيها مبادرة "البهنساوي" ولكن بطريقة تدعم أهداف مبادرته الخاصة.

"التاريخ الشخصي للعنف" هي أحد الأنشطة التي قدمتها مبادرة خريج جامعة الأزهر، والتي من خلالها تم عمل "ورش حكي" من الذكور وتطوع بها عدد من الإناث، يتحدث كل منهم عن مواقف وأحداث عنف تعرض لها، فغاص كل من حضر الورشة في ذكريات قديمة لم يكن يتخيل أنها حدثت له من قبل، وعايشوا لحظات تعرضوا فيها للعنف مثلهم مثل الإناث، كما حكت الإناث ممن تطوعن بالحضور عن معاناتهن والأضرار النفسية التي تتسبب عن تعرضهن للعنف.

تمكنت، مبادرة المساواة بين الجنسين بالدقهلية، من التأهل للمرحلة النهائية لملتقى مبادرات وزارة الشباب والرياضة، ثم تمكنت من النجاح في المرحلة الأولى والثانية وقد تأهلت لنهائيات ملتقى الكويت لمبادرات الشباب التطوعية والإنسانية، ويسعى فريق العمل بالمبادرة إلى التواصل مع المبادرات الحقوقية التي تتناسب مع رؤيتهم في المحافظات الأخرى، وفي نفس السياق تحاول الجمعية الحصول على دعم مادي بدلا من اعتمادها على الجهود الذاتية.