رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

أسامة منير يكتب: «مَن يقبل الإهانة لا يستحق الحياة»

كتب: الوطن -

12:33 م | الثلاثاء 27 نوفمبر 2018

أسامة منير يكتب: من يقبل الإهانة لا يستحق الحياة

أود أن أوجه رسالة واضحة وصريحة لكل امرأة تتعرض لأى شكل من أشكال العنف أقول لك عزيزتى: إن المجتمع لن يعطيكِ حقوقكِ إلا إذا ناضلتِ من أجل الحصول عليها.

«اكسر للبنت ضلع يطلع لها عشرة، ادبح لها القطة من أول يوم، الست زى اللبانة تدوس عليها بالجزمة تلزق فيك»، جمل كتير بنسمعها من سنين، ومقولات كثيرة كلها تعبِّر عن النظرة الدونية التى ينظر بها البعض للمرأة فى مجتمعنا، وكأنها مخلوق ضعيف خُلق لتتم إهانته والاستهتار به، ونسينا تماماً، أو تناسينا، أن أى ممارسات عنيفة ضد المرأة لا تُعبر فى حقيقة الأمر إلا عن ضعف الرجل وغبائه وعدم قدرته على التفاهم وتحكيم العقل فى علاقاته الإنسانية مع الآخرين، وإن نظرنا سريعاً إلى الممارسات العنيفة التى يمارسها البعض ضد المرأة، أو بمعنى آخر إلى أشكال العنف الذى يمارسه بعض الرجال ضد المرأة، سنجد أنها كثيرة ومتنوعة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، الاعتداء الجسدى والتحرش الجنسى هما فى مقدمة القائمة، ثم يأتى الترويع والتهديد، ثم الإهانة والسباب وإجبار الفتيات على الزواج المبكر، إلى أن نصل إلى الاعتداء الجنسى على الزوجات من قِبل الأزواج، وصولاً إلى الإجبار على ممارسات جنسية محرمة يحرمها الدين والقانون، ولو كانت لدىَّ المساحة الكافية لذكرتُ لكم العديد والعديد من أشكال العنف الذى يمارَس ضد المرأة منذ طفولتها ونعومة أظافرها وعلى مدار عمرها وإلى يوم مماتها، ولكن هنا يجب أن نتوقف قليلاً ونتساءل عن الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة.

وفى نقاشى مع أحد المتخصصين فى الطب النفسى ذكر لى أن هناك خللاً ما قد يحدث فى تكوين الشخصية منذ الصغر يؤدى إلى اضطراب فى المفاهيم والقيم الأخلاقية عند الطفل، ولكن بالنظر إلى تفشِّى هذه الظاهرة فى مجتمعاتنا العربية إلى هذا الحد لا يمكن أن نُرجع العنف ضد المرأة إلى هذا الخلل فقط، ولكن هناك العديد من العوامل يجب الأخذ بها والنظر إليها ودراستها، وهى على سبيل المثال أيضاً وليس الحصر، غياب دور الأسرة فى تربية الأبناء، وانهيار المستوى الثقافى للمجتمع، وغياب دور الإعلام فى توعية المجتمع، وعدم دراية المرأة بحقوقها القانونية فى هذا الشأن، وغياب الأمن فى الشارع المصرى، وغياب دور المدرسة فى توعية الطفل بقيمة المرأة الحقيقية، وأهمية احترامها ومعاملتها بآدمية وإنسانية، ومن هنا يا أحبائى أود أن أوجه رسالة واضحة وصريحة لكل امرأة تتعرض لأى شكل من أشكال العنف، أقول لك عزيزتى: إن المجتمع لن يعطيكِ حقوقكِ إلا إذا ناضلتِ من أجل الحصول عليها، فمن حقكِ فى البداية أن تختارى زوجك وشريك حياتك، ومن حقكِ أن تدافعى عن أفكارك وحياتكِ بكل ما أوتيت من قوة، ومن حقكِ أيضاً أن تنتفضى من أجل كرامتك وإنسانيتك، فمَن يقبل الإهانة، ويستعذب الألم، لا يستحق الحياة.تدعم «الوطن» حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، التى أطلقتها الأمم المتحدة، وتنشر مقالات لشخصيات عامة يدعمون المرأة ويتضامنون معها.