رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

آمال زايد.. كيف خلعت ثوب "أمينة" في حياتها الواقعية؟

كتب: روان مسعد -

09:09 ص | الخميس 27 سبتمبر 2018

آمال زايد

ما أن تبدأ في الحديث عنها تلمس فيها الاستكانة والخنوع، لهجة وطريقة استفزازية، تمسك بالبخور تلف حلو "سي السيد"، تقرأ خلفه آيات من القرآن بلغة ركيكة تدل على جهلها، عل الله يحفظه، لتُشعر المتفرج بأن هذا "البعل" هو كنزها في الحياة، على الرغم مما تقاسيه معه.

احتملت كل شيء، وارتضت أن تكون في الدور الثاني بينما يأكل هو وذكوره، علَّمت فتياتها كيف يخضعن، مثلت بقوة معظم سيدات مصر حينها في "الثلاثية"، هي الفنانة القديرة آمال زايد، والتي يصادف اليوم ذكرى ميلادها.

تعتبر أفضل من مثلت دور المرأة المذلولة برضاها، اختيرت لتمثل شخصية "أمينة" التي كانت بطلة ثلاثية محفوظ، "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية"، وترجمت إلى أفلام سينمائية، لكن آمال زايد اختلفت في الواقع عنها في الفيلم، وخلعت ثوب "أمينة".

تخلت عن نظراتها المنكسرة، وعجزها عن الدفاع عن نفسها وأودلاها، وتركها لأبسط حقوقها مثل النزول في الشارع لأجل "سي السيد"، جميعها عناصر صنعت منها فنانة عظيمة، خصوصًا وهي المختلفة كليا، مثلما حكت ابنتها "مهجة" في لقاء تليفزيوني تحدثت فيه عن والدتها في برنامج "بوضوح" في ضيافة عمرو الليثي.

كان الشدة والحسم هو طريق آمال زايد في تربية بناتها الثلاثة "مهجة وماجدة والفنانة معالي زايد" بالإضافة إلى ابنها "محمد"، تقول مهجة، "والدتي اتجوزت من ضابط جيش علمها الانضباط، وكونت معاه امبراطورية ميم"، وعلى رغم من أن زوجها عبدالله المنياوي، أحد الضباط الأحرار الذي شارك في ثورة يوليو 1952، رفض عملها كممثلة في البداية وطلب منها التفرغ للبيت والأسرة، ولحبها له اضطرت أن تترك التمثيل فعلا، فإنها وبقوة شخصيتها عادت مرة أخرى بعد ما يقرب من 13 عاما للتمثيل، متحدية شخصية "أمينة" التي مثلتها.

بقدر حبها وحنانها وصوتها المنخفض، كانت "آمال" صاحبة القرار في المنزل، تقول ابنتها عنها، "حطيت لنا مواعيد، نخرج بس قبل 9 نرجع علشان الباب هيتقفل"، بقوة شخصيتها كأم استطاعت أن تحقق الانضباط داخل بيتها، وأرست قواعد لـ"أولاد الفنانة"، كي لا يتحدث أحد بسوء عنهم، سواء في سلوكيات أو تأخر خارج المنزل، وهو ما ورثته لأبنائها.

تركت "أمينة"، كل ما يخص التربية، والأخلاق، والحزم في يد "سي السيد"، لكن "آمال" علمت أبنائها كيف يربون الأطفال دون اتكالية وضعف كما كانت "أمينة"، فتقول مهجة عن والدتها، "كان جوزي مسافر فاتعاملت لوحدي زي ما كانت أمي بتتعامل معانا سواء بالحنان الشديد أو الحسم الشديد".

وتشابهت آمال مع "أمينة" في حبها لأولادها، وتجلى هذا التشابه عند وفاة ابنة "آمال" وهي تبلغ من العمر 23 عاما وتدرس في بكالوريوس طب، وما خلفه من حالة بكاء هستيرية وتأثر شديد حتى أنها لم تستطع أن تكمل حياتها فتوفت بعدها بشهرين، وكان هو حال أمينة بعد موت ابنها في فيلم "بين القصرين".