أمام الكعبة المشرفة عشرات الجنسيات منغمسون في التضرع للخالق بين الدعاء والصلاة والذكر، في هذا التوقيت يقرر شاب التغريد خارج السرب الروحاني، بركوعه داخل الحرم أمام فتاة والتقدم لخطبتها، ليصير ذلك المشهد الذي لا تتجاوز مدته 90 ثانية مسار جدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

"على الرغم من غرابة ما صدر من ذلك الشاب، إلا أنه لم يتركب إثمًا، فأفضل توصيف لما حدث أنه، الفعل المناسب في المكان غير المناسب".. بهذه الكلمات يعلق الدكتور أشرف سعد، أحد علماء الأزهر ودار الإفتاء على الواقعة، مضيفًا لـ"الوطن"، أن بيوت الله لم تنشأ لهذه الأغراض، التي لا تخرج عن كونها مادة للشهرة وتحقيق أعلى نسب مشاهدة على "يوتيوب"، وبدأت هذه الظاهرة بخطبة البنات في الجامعة والحدائق أو ما شابه في الانتشار بين الدول العربية والإسلامية.

وتساءل سعد، عن سبب التقدم للفتيات على قارعة الطريق دون دخول البيوت من أبوابها ومقابلة الأهل، ما أدى إلى لتقزيم دور الأب والأسرة، بعد أن همشوا تماما في هذا المشهد الرومانسي.

واعتقد الدكتور محمد عبدالعاطي عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن يرحل الشاب إلى موطنه، نتيجة لما وصفه بـ"المهزلة" التي حدثت أمام أقدس بيوت الله، مضيفا :"ما فعله الشاب لا يخرج عن كونه تقليد أعمى للغرب، لأنه لا يجوز الركوع لغير الله، خاصةً إذا كانت في مثل هذه البقعة المقدسة".

وكان ابن الملحق الإعلامي للسفارة التركية في السعودية يوسف أكيون، قرر مفاجأة حبيبته وسط حضور عائلتيهما مخرجًا خاتماً من جيبه، ليعلن أمامهم: "نحن هنا أمام الكعبة المشرفة، وبوجود أمهاتنا المباركات بالطبع أشعر بالخجل من فعل هذا أمامهن، لكني أعتقد أن ما سأقوم به أمر جيد"، وفقًا لصحيفة "سوزجو" التركية.