كتب: سامية الإبشيهي -
12:09 م | الأحد 13 أبريل 2025
يعد الخلع المتكرر للكتف من الإصابات الشائعة في الرياضة والحياة اليومية، وقد يُعاني منه الأشخاص الذين تعرضوا لهذه الإصابة من قبل أو الذين لديهم ضعف في الأربطة أو العضلات المحيطة بالمفصل، وعلى الرغم من أنه قد يبدو كإصابة بسيطة في البداية، فإنّ تكرار الخلع يضعف استقرار الكتف بشكل مستمر ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم العلاج بشكل صحيح.
أوضح الدكتور أحمد علام، استشاري العلاج الطبيعي، لـ«الوطن»، أنّ السبب الأساسي للخلع المتكرر للكتف هو ضعف الأربطة والأنسجة المحيطة بالمفصل، ما يُسبب انزلاق عظمة العضد خارج الحفرة المفصلية بسهولة، ويمكن أن يكون الخلع المتكرر ناتجًا عن إصابات سابقة أو ممارسة الرياضات التي تتطلب حركات مفاجئة أو عنيفة مثل كرة القدم، كرة السلة أو رفع الأثقال.
وأضاف «علام» أنّ هناك بعض العوامل الوراثية أو الأنماط الجينية التي يمكن أن تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالخلع المتكرر بسبب ضعف هيكل الكتف بشكل طبيعي.
وفيما يتعلق بنقص الفيتامينات، أكد الدكتور أحمد علام أن الخلع المتكرر للكتف ليس ناتجًا مباشرة عن نقص الفيتامينات، لكن هناك بعض الفيتامينات والمعادن التي تساهم في تحسين صحة العظام والعضلات مثل فيتامين D والكالسيوم، والتي قد تساهم في تقوية العظام والأربطة، وتساعد الجسم على التعافي بشكل أسرع.
وأشار علام إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من نقص في الفيتامينات والمعادن قد يكونون أكثر عرضة للإصابات العضلية والعظمية، خاصة إذا كانت لديهم عوامل خطر أخرى مثل ضعف العضلات أو الإفراط في ممارسة الأنشطة الرياضية.
أكد الدكتور أحمد علام أنّ العلاج الطبيعي يعد من أبرز العوامل التي تساعد في تسريع عملية التعافي من الخلع المتكرر للكتف، حيث تبدأ عملية التأهيل بمجرد استقرار الحالة بعد الإصابة، ففي البداية، يجب على المصاب الراحة التامة وتقليل التورم وتنشيط الدورة الدموية، دون تحميل على الكتف المصاب، كما يتم استخدام التمارين الخفيفة لتقوية العضلات المحيطة بالكتف.
ومع مرور الوقت، يتدرّج العلاج ليشمل تمارين أكثر تعقيدًا مثل تمارين المقاومة التي تهدف إلى بناء القوة، وتمارين التوازن التي تعمل على استعادة التحكم في حركة المفصل، وفي المرحلة الأخيرة من التأهيل، يتم إدخال تمارين رياضية تستهدف زيادة المرونة والقدرة على أداء الحركات المطلوبة في الأنشطة اليومية أو الرياضية.
وأضاف علام أنّ التقييم المستمر باستخدام الأشعة يساعد في تحديد مدى التئام العظام والأنسجة، حيث يجب الحذر من استعجال العودة للملاعب أو النشاط البدني قبل اكتمال الشفاء لتجنب تكرار الإصابة أو حدوث مضاعفات.
حذّر الدكتور أحمد علام من خطورة إهمال التأهيل بعد الخلع المتكرر، مؤكدًا أن عدم الالتزام بخطة العلاج قد يؤدي إلى عودة الإصابة بسهولة، ما يضعف استقرار المفصل بشكل أكبر.
وأوضح أنّ كل مرحلة في العلاج الطبيعي تهدف إلى تقوية العضلات والأربطة المحيطة بالكتف، وبالتالي فإن أي تسرع في العودة إلى النشاط الرياضي قبل استكمال التأهيل الكامل قد يؤدي إلى إصابات جديدة تؤثر بشكل سلبي على المسيرة الرياضية أو الحياة اليومية.
وأشار علام إلى أنّ إعادة التأهيل الكامل يتطلب الصبر والالتزام، مشددًا على أنّ العلاج الطبيعي ليس مجرد تمارين فقط، بل يشمل أيضًا التوجيهات الغذائية والنفسية التي تساعد على العودة الآمنة للملاعب.
في المراحل الأخيرة من التأهيل بعد الخلع المتكرر للكتف، قال الدكتور أحمد علام إن التمارين تصبح أكثر تحديًا وتخصّصًا، حيث يتم استخدام تمارين التقوية لعضلات الكتف والذراع، بالإضافة إلى تمارين الإطالة لتحسين مرونة المفصل، وأوضح «علام» أن التمارين تشمل أيضًا تدريبات على التوازن والتحكم الحركي، مما يساعد في استعادة القدرة على تحريك الكتف بشكل طبيعي.
وأكد أنّ جميع هذه التمارين يجب أن تتم تحت إشراف متخصص في العلاج الطبيعي لضمان الأداء السليم وتفادي أي مجهود مفرط يمكن أن يؤدي إلى إصابة جديدة.
