كتب: آية أشرف -
09:15 م | الجمعة 11 أبريل 2025
كشفت دراسة جديدة عن خطر محتمل مميت بسبب المشروبات الغازية الدايت «زيرو سكر»، التي تحتوي على المحليات الاصطناعية، ووفقًا للباحثين، فإن هذه المشروبات قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وتشير الأبحاث إلى أن بعض المحليات الاصطناعية، مثل الأسبارتام، التي تُستخدم منذ الثمانينات في منتجات مختلفة، قد تساهم في ارتفاع خطر الإصابة بالسكري.
ونقلًا عن «الديلي ميل» قام العلماء الفرنسيون بدراسة عادات غذائية لأكثر من 108,000 شخص، إذ ووجدوا أن أولئك الذين تناولوا مزيجًا من الإضافات الغذائية التي تشمل الأسبارتام شهدوا زيادة في خطر الإصابة بالسكري بنسبة أكثر من 10% مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا هذه الإضافات.
وعلى الرغم من إن بعض الأبحاث السابقة تشير إلى أن المحليات منخفضة السعرات الحرارية يمكن أن تغير بشكل كبير تكوين البكتيريا في الأمعاء، إلا أن يقول الخبراء إن هذا التغيير يؤثر على الطريقة التي يمتص بها الجسم السكر ويُنظم مستويات السكر في الدم، مما يزيد مع مرور الوقت من خطر الإصابة بمرض السكري.
وفي الدراسة الحديثة، تتبع العلماء من جامعة السوربون في باريس 108,643 مشاركًا، بمتوسط عمر 43 عامًا، وتم مطالبة المشاركين بملء سجلات غذائية لمدة 24 ساعة لثلاثة أيام كل ستة أشهر، تم تخصيصها بشكل عشوائي خلال فترة أسبوعين.
شملت السجلات الغذائية أيام عمل أسبوعية لمدة أسبوعين ويومًا من عطلة نهاية الأسبوع لتغطية التفاوت الطبيعي في النظام الغذائي عبر أيام الأسبوع، مع أخذ العوامل التي قد تؤثر على النتائج في الحسبان مثل تاريخ التدخين والعمر واستهلاك الكحول.
وعلى مدار فترة متابعة استمرت ثمانية أعوام، اكتشف الباحثون أن 1,131 شخصًا تم تشخيصهم بداء السكري من النوع 2.
وفي مقال نشر في مجلة PLOS Medicine، قال العلماء: «تشير هذه النتائج إلى أن مزيجًا من إضافات الطعام قد يكون من المهم النظر فيه في تقييمات السلامة».
يأتي هذا في وقت أجرى فيه مسؤولو منظمة الصحة العالمية مراجعة أمان كبيرة في 2023، حيث تم تصنيف الأسبارتام على أنه محتمل أن يكون مسرطنًا للبشر، ولكن يعود ذلك إلى أن الأسبارتام يشكل خطرًا محددًا فقط لأولئك الذين يستهلكون كميات ضخمة، كما خلصت الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، الأسبارتام هو بديل للسكر، مُحلى صناعي يُستخدم في مجموعة عدة منتجات، على رأسها المشروبات الغازية والمنتجات الغذائية، والعلكة والجيلاتين، وحددت «الصحة العالمية» ضوابط استخدامه، مؤكدة أن «الأسبارتام» من المحتمل أن يكون مسرطِنا للبشر، لكن الجرعة اليومية منه تعتبر آمنة إذا لم تتغير.
وأوضحت المنظمة إلى أن هناك اعتقادا خاطئا بأن استبدال السكر بالمحليات الصناعية يساهم في تقليل السعرات الحرارية وفقدان الوزن، في حين أن الدراسات لم تثبت أي فائدة واضحة على المدى الطويل، وأكدت أن الاعتماد على هذه البدائل قد يجعل الشخص أكثر عرضة لاستهلاك كميات أكبر من الأطعمة، ما يؤدي إلى نتائج عكسية على الصحة، مؤكدة أن الاستهلاك المستمر للمحليات الصناعية قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الوفيات المبكرة لدى البالغين.