رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

العزوبية تحمي العقل.. هل غير المتزوجين أقل إصابة بالخرف؟

كتب: سامية الإبشيهي -

12:32 ص | الأربعاء 09 أبريل 2025

الضغوط الزوجية وتأثيرها على الصحة العقلية لكبار السن

أظهرت دراسة علمية حديثة نتائج غير تقليدية، حيث كشفت أن كبار السن الذين لم يسبق لهم الزواج أو الذين انفصلوا عن شركائهم أقل عرضة للإصابة بالخرف مقارنة بالمتزوجين، وتأتي هذه النتائج مخالفة للمعتقدات الشائعة التي تربط الزواج بالصحة العقلية الأفضل، وتركز على أهمية العوامل النفسية والاجتماعية في فهم أسباب الخرف، وامتدت الدراسة على مدار أكثر من 18 عامًا، وتقترح أن الضغوط المرتبطة بالحياة الزوجية قد تساعد في زيادة خطر التدهور المعرفي، وهو ما يفتح المجال لإعادة التفكير في تأثير العلاقات الاجتماعية على الصحة العقلية.

العزوبية قد تحمي من الخرف 

ولطالما كان يُنظر إلى الزواج باعتباره عامل دعم نفسي وصحي، لكن نتائج الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي ولاية فلوريدا ومونبلييه، ونشرت في مجلة Alzheimer's & Dementia، طرحت تساؤلات حول هذا التصور، بعد أن تابعت أكثر من 24 ألف شخص من كبار السن في الولايات المتحدة على مدى 18 عامًا.

في بداية الدراسة، كان جميع المشاركين لا يعانون من الخرف، وخضعوا لفحوصات وتقييمات معرفية سنوية دقيقة، وتم تصنيفهم وفقًا لحالتهم الاجتماعية متزوج، أرمل، مطلق، أو أعزب لم يسبق له الزواج.

وأظهرت النتائج أن نسبة الإصابة بالخرف كانت الأعلى بين المتزوجين والأرامل (21.9%)، بينما كانت أقل بكثير بين المطلقين (12.8%) ومن لم يسبق لهم الزواج (12.4%)، وبعد ضبط العوامل المؤثرة مثل السن، الجنس، التاريخ الصحي، العوامل الوراثية، والصحة النفسية، وجد الباحثون أن خطر الإصابة بالخرف انخفض بنسبة 34% لدى المطلقين و40% لدى من لم يسبق لهم الزواج.

كما تبين أن هذه الفئة كانت أيضًا أقل عرضة للانتقال من مرحلة الضعف الإدراكي الخفيف إلى الخرف التام، وهي نقطة هامة توضح أن العزوبية قد تكون مرتبطة بنوع من المرونة المعرفية.

ويرى الباحثون أن الضغوط المرتبطة بالحياة الزوجية، مثل المسؤوليات العائلية والتوترات اليومية، قد تساهم في استنزاف الصحة النفسية والعقلية على المدى الطويل، في حين أن العزوبية قد تسمح بتكوين شبكات دعم اجتماعية متنوعة وأكثر استقرارًا.

ومن المثير أن الدراسة لم تجد فروقًا كبيرة في النتائج بين الرجال والنساء أو بين الفئات العمرية المختلفة، مما يعزز من قوة الفرضية التي تربط نوع العلاقة الاجتماعية بالتغيرات الإدراكية.

وعلى الرغم من ذلك، شدد فريق البحث على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم الآليات الدقيقة وراء هذه العلاقة المعقدة، وعدم التسرع في تعميم النتائج.

الاستقرار النفسي أهم من الحالة الاجتماعية في الوقاية من الخرف

وفي هذا الصدد أوضحت الدكتورة صفاء حمودة، استشارية الصحة النفسية، لـ«الوطن» أن نتائج هذه الدراسة تدفعنا إلى إعادة النظر في العلاقة بين الزواج والصحة العقلية، فالكثير من العلاقات الزوجية تحمل ضغوطًا مزمنة ومسؤوليات يومية قد تؤثر سلبًا على الحالة النفسية للفرد، وهو ما قد ينعكس على وظائف الدماغ مع مرور الوقت.

وأضافت أنه في بعض الأحيان، قد تكون الحياة دون شريك أكثر استقرارًا نفسيًا، وتتيح مساحة أوسع للتوازن الذاتي والدعم الاجتماعي من الأصدقاء أو العائلة، مما يساهم في الحفاظ على القدرات الإدراكية لدى كبار السن.

وتابعت أن العبرة ليست بالحالة الاجتماعية بحد ذاتها، وإنما بجودة الحياة والعلاقات المحيطة بالفرد، ومدى قدرته على التعامل مع الضغوط النفسية بأساليب صحية.

واختتمت حديثها بأن الدماغ بحاجة إلى بيئة هادئة ومتوازنة ليعمل بكفاءة، وأي علاقة، سواء كانت زوجية أو غير ذلك، إذا افتقدت إلى التفاهم والاستقرار، فإنها قد تُحدث آثارًا سلبية بعيدة المدى على الصحة العقلية.