كتب: سامية الإبشيهي -
10:09 ص | الخميس 20 مارس 2025
تصاعدت التحذيرات الصحية بشأن فيروس أوروبوش، الذي أصبح يمثل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة، خاصة في أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي، إذ يُنقل عبر لدغات الحشرات ويسبب أعراضًا تشبه بعض الأمراض الفيروسية الأخرى، ما يُؤدي في بعض الأحيان إلى تشخيص خاطئ وتأخير العلاج، وبينما تعافى معظم المصابين، فقد أبلغت السلطات عن حالات خطيرة تضمنت مضاعفات مميتة وانتقالًا محتملاً من الأم إلى الجنين.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بارتفاع عدد الإصابات بفيروس أوروبوش بشكل ملحوظ منذ ديسمبر 2023، إذ تجاوزت الحالات المُبلغ عنها 10,000 إصابة في عام 2024، وسُجلت إصابات جديدة في مناطق لم يكن الفيروس معروفًا بها سابقًا، ما يثير مخاوف بشأن احتمالية انتشاره إلى نطاق أوسع، كما جرى الإبلاغ عن انتقال المرض محليًا في سبعة بلدان بأمريكا اللاتينية، إضافة إلى رصد حالات بين مسافرين في أوروبا وأمريكا الشمالية.
ينتقل فيروس أوروبوش وفق «الصحة العالمية»، عبر لدغات البراغيت من نوع Culicoides paraensis وبعض أنواع البعوض مثل Coquillettidia venezuelensis والزاعجة المنشارية، وتشير التقارير إلى احتمالية انتقال العدوى من الأم إلى الجنين في أثناء الحمل، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الإجهاض وصغر الرأس عند المواليد، وتبدأ أعراض الفيروس عادة بارتفاع شديد في درجة الحرارة يصل إلى 40 درجة مئوية، مصحوبًا بالقشعريرة، وآلام في العضلات، ولكن في بعض الحالات، قد يتطور الأمر إلى ظهور طفح جلدي، آلام في العين، وتورم في الدماغ، مما يجعله أكثر خطورة، وعلى الرغم من الاعتقاد السابق بأن معدل الوفيات المرتبط به منخفض، فإن وفاة شابتين بصحة جيدة في البرازيل، أثار مخاوف جديدة بشأن مخاطره المحتملة.
وبينما كان الفيروس يتركز سابقًا في غابات الأمازون وأجزاء من منطقة البحر الكاريبي، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت انتشاره في مناطق جديدة، وأكدت التقارير ظهور حالات بين مسافرين عائدين إلى الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، مما يزيد من احتمال تفشيه عالميًا، وتوصي الجهات الصحية بإجراء فحوصات للمسافرين القادمين من المناطق المتضررة، خاصة إذا ظهرت عليهم أعراض الحمى والطفح الجلدي وآلام العضلات.
لا يوجد حتى الآن علاج محدد لفيروس أوروبوش، إذ يعتمد الأطباء على الرعاية الداعمة لتخفيف الأعراض، كما لا توجد لقاحات معتمدة للوقاية منه، ما يجعل مكافحة نواقل المرض مثل البعوض والبراغيت الوسيلة الأساسية للحد من انتشاره، وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام الناموسيات، وارتداء الملابس الواقية، وتطبيق مستحضرات طاردة للحشرات للحد من التعرض للدغات الحشرات الناقلة.