كتب: سامية الإبشيهي -
11:59 ص | الأحد 16 مارس 2025
في اكتشاف علمي مثير للقلق، توصل فريق بحثي مشترك بين البرازيل وجامعة هونغ كونغ إلى رصد فيروس كورونا جديد في خفافيش البرازيل، ليصبح الأول من نوعه الذي يُكتشف في أمريكا الجنوبية، ويحمل الفيروس الجديد تشابهًا وراثيًا كبيرًا مع فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، ما يثير تساؤلات حول قدرته المحتملة على إصابة البشر وانتقاله إليهم.
تمكنت مجموعة من الباحثين بقيادة برونا ستيفاني سيلفريو، من جامعة هونغ كونغ، من تحديد فيروس كورونا جديد أثناء دراسة عينات من 16 خفاشًا في ولاية سيارا البرازيلية، ووفقًا للنتائج الأولية، وُجدت سبعة فيروسات كورونا مختلفة داخل خمسة من هذه الخفافيش، مع ملاحظة تشابه وراثي بين الفيروس الجديد وفيروس MERS-CoV بنسبة 71.9%.
أوضح العلماء أن التسلسل الجيني للفيروس الجديد يكشف عن تطابق بنسبة 71.74% في البروتين الشائك مع نظيره في فيروس MERS-CoV الذي جرى عزله من البشر في السعودية عام 2015، ويُعد هذا البروتين مسؤولًا عن ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية، ما يثير القلق بشأن احتمالية انتقال العدوى إلى الإنسان.
أكد ريكاردو دورايس كارفالو، الأستاذ في جامعة UNIFESP والمشارك في الدراسة، على أهمية مراقبة الخفافيش باعتبارها مستودعات طبيعية للفيروسات، مؤكدا أننا نحتاج إلى مزيد من التجارب المخبرية لتحديد قدرة الفيروس الجديد على إصابة البشر، وسنُجري دراسات في مختبرات عالية الأمان البيولوجي في هونغ كونغ خلال عام 2025.
تُظهر النتائج الأولية أن الفيروس الجديد رُصد في نوعين من الخفافيش هما:
ويعتقد العلماء أن التنوع الجيني بين فيروسات الخفافيش قد يسهم في تطوير فيروسات جديدة قادرة على التكيف والانتقال إلى مضيفين جدد، بما في ذلك البشر.
وفي عام 2023، رصد الفريق البحثي ذاته فيروسًا يُدعى جيميكيبي-2 في خفاش من نوع مولوسوس مولوسوس، والذي يشابه فيروسًا آخر اكتُشف سابقًا في السائل النخاعي البشري وعينات بنوك الدم، وارتبط هذا الفيروس بحالات مرضية مثل:
أشار دورايس كارفالو إلى أن نقص التسلسلات الفيروسية في قواعد البيانات يُعد عائقًا أمام تحليل الفيروسات بعمق، ما يجعل تطوير نظام بحثي عالمي متكامل أمرًا ضروريًا، وقال أنه يجب تعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية والأنظمة الصحية لتطوير استراتيجيات استباقية لرصد الأوبئة المحتملة والحد من مخاطر انتشار الفيروسات الجديدة.
وهي هذا الصدد، قال الدكتور محمد أشرف، استشاري أمراض الحساسية والمناعة، لـ«الوطن»، أن اكتشاف فيروس كورونا جديد في الخفافيش يُركز على ضرورة مراقبة الفيروسات الحيوانية عن كثب، وعلى الرغم من عدم ثبوت انتقاله للبشر حتى الآن، فإن التشابه الجيني مع MERS-CoV يثير تساؤلات مهمة حول احتمالية تطوره ليصبح أكثر قدرة على العدوى، والأبحاث القادمة ستساعد في فهم طبيعة هذا الفيروس ومدى خطورته، ما يستوجب تعاونًا دوليًا لتقييم المخاطر والاستعداد لأي تهديد وبائي محتمل.
وينصح أشرف بضرورة تعزيز أنظمة الرقابة البيولوجية على الفيروسات الناشئة، وتوسيع الدراسات الجينية على الفيروسات الحيوانية، بالإضافة إلى رفع مستوى التأهب الصحي عبر تطوير استراتيجيات استباقية لمواجهة أي تطور محتمل قد يشكل خطرًا على الصحة العامة.