كتب: سامية الإبشيهي -
08:59 ص | الإثنين 17 فبراير 2025
يُعد التهاب المفاصل من الأمراض المزمنة التي تؤثر على حياة الملايين حول العالم، حيث يُعيق المريض عن أداء أبسط المهام اليومية، خاصةً عندما يصيب اليدين أو الذراعين، ويؤكد الأطباء أنّ هذا الالتهاب قد يتسبب في صعوبة المشي، والجلوس بوضع مستقيم، وأحيانًا يؤدي إلى تشوه المفاصل في الحالات المتقدمة، وفي ظل غياب علاج نهائي، تظل السيطرة على الأعراض عبر الأدوية، والعلاج الطبيعي، والتدخلات الجراحية للحفاظ على الحركة وتقليل الألم.
أكدت وزارة الصحة والسكان، عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، أنّ التهاب المفاصل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الحالات المتقدمة، موضحةً أنّ إهمال العلاج قد يجعل المفصل غير قابل للاستخدام، مما يُسبب آلامًا مزمنة حتى في حالة الراحة، وقلة النشاط البدني الناتجة عن الالتهاب قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، السمنة، والسكري.
وأشارت إلى أن استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض المبكرة ضرورية؛ للحد من المضاعفات وتحسين جودة الحياة.
وقال الدكتور إبراهيم مصطفى، أستاذ جراحة العظام والمفاصل بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة في تصريحات لـ«الوطن»، إنّ التشخيص يبدأ بإجراء فحوصات مخبرية تشمل تحليل الدم، البول، وسائل المفصل، والتي تساعد في تحديد نوع الالتهاب ومدى شدته، وأوضح أنّ الحصول على عينة من سائل المفصل يتطلب تعقيم الجلد ثم إدخال إبرة لسحب السائل، ما يُمكّن الطبيب من تحليله بدقة.
يُستخدم التصوير بالأشعة السينية، الرنين المغناطيسي، والتنظير المفصلي للكشف عن التغيرات في المفصل، وأكد الدكتور إبراهيم مصطفى، أنّ تنظير المفصل يُمكّن الأطباء من رؤية جوف المفصل عبر إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا، ما يساعد على التشخيص الدقيق.
يوضح الدكتور إبراهيم مصطفى أنّ العلاج يعتمد على نوع الالتهاب وشدته، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو تخفيف الألم وتحسين قدرة المفاصل على الحركة، وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:
المسكنات إذ تُستخدم لتخفيف الألم لكنها لا تعالج الالتهاب.
مضادات الالتهاب مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والأدوية المعدلة للروماتيزم.
الأدوية البيولوجية، حيث تُستعمل عادةً مع العلاجات الأخرى للحد من نشاط الجهاز المناعي.
الكورتيكوستيرويدات، تُستخدم في الحالات الشديدة لتخفيف الالتهاب والتورم.
عندما لا تستجيب الحالة للعلاج الدوائي، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا، حيث يمكن للطبيب إجراء عمليات مثل استئصال الغشاء الزليلي أو دمج المفصل لتحسين وظيفته وتخفيف الألم المزمن.
يؤكد الدكتور إبراهيم مصطفى أن العلاج الطبيعي يُشكل دورًا مهمًا في تحسين وظائف المفاصل، حيث تساهم التمارين في زيادة مدى الحركة وتقوية العضلات الداعمة للمفصل.
يوضح الأطباء أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، حيث تشمل أهم النصائح:
الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفاصل.
ممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز قوة العضلات ودعم المفاصل.
اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية المهمة لصحة المفاصل.
استشارة الطبيب عند الشعور بأي ألم مفصلي مستمر للكشف المبكر عن أي مشكلة وعلاجها قبل تفاقمها.