كتب: سامية الإبشيهي -
02:58 ص | الجمعة 14 فبراير 2025
يحمل التدخين مخاطر صحية جسيمة، لا تقتصر على المدخنين فقط، وإنما تمتد إلى غير المدخنين الذين يتعرضون لدخانه في الأماكن المغلقة والعامة، وكشفت منظمة الصحة العالمية في تقاريرها أن دخان التبغ يحتوي على أكثر من 4000 مادة كيميائية، منها 40 مادة مسرطنة، بالإضافة إلى كميات خطيرة من أول أكسيد الكربون، مما يعيق وصول الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية في الجسم.
يضر التدخين تقريبًا كل جهاز في الجسم، متسببًا في أمراض مميتة مثل:
السرطان، إذ يزيد التدخين من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 20 ضعفًا، ويؤدي إلى سرطانات أخرى مثل الفم، الحنجرة، المريء، البنكرياس، والكلى.
أمراض القلب، حيث يتسبب التدخين في رفع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب، مما يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
الساد (عتامة عدسة العين)، فـ يؤدي التدخين إلى تغيّم عدسة العين، مما يزيد احتمالية الإصابة بالعمى.
فقدان السمع، حيث يضعف التدخين تدفق الدم إلى الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى تدهور السمع بشكل مبكر.
هشاشة العظام، فـ يقلل التدخين من كثافة العظام، مما يزيد من خطر الكسور والتئام الجروح ببطء.
الإجهاض وتشوه الأجنة، إذ يضاعف التدخين احتمالية الإجهاض والإملاص، كما يؤثر على صحة الجنين ويزيد من خطر انخفاض الوزن عند الولادة.
لا يقتصر خطر التبغ على المدخنين فقط، بل يمتد إلى كل من يستنشق دخانه، مما يعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة مثل:
سرطان الرئة، فـ يزيد التدخين السلبي خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 30٪.
أمراض القلب، حيث يرفع التدخين السلبي احتمالية الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 25-30٪.
متلازمة موت الرضع المفاجئ، إذ يزيد تعرض الرضع لدخان التبغ من احتمالية الوفاة المفاجئة.
الربو وأمراض الجهاز التنفسي، فـ يتسبب في تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، خاصة عند الأطفال.
وفي ظل غياب القوانين الرادعة، تعيش ملايين النساء والأطفال في بيئات ملوثة بدخان التبغ داخل منازلهم، ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، يتعرض 38٪ من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-15 عامًا لدخان التبغ في منازلهم، بينما لا يخلو سوى ربع المنازل فقط من التدخين في العديد من الدول.
طالبت منظمة الصحة العالمية الحكومات بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية المواطنين من أخطار التدخين، ومنها:
حظر التدخين في الأماكن العامة والمغلقة.
فرض ضرائب عالية على منتجات التبغ للحد من استهلاكه.
إطلاق حملات توعية شاملة للتحذير من مخاطره.
توفير برامج علاجية لدعم الإقلاع عن التدخين.
وأكدت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية أن التوقف عن التدخين يؤدي إلى تحسن ملحوظ في الصحة، على النحو التالي:
بعد 20 دقيقة، يبدأ انخفاض النبض وضغط الدم.
بعد 8 ساعات، انخفاض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم وارتفاع مستوى الأكسجين.
أما بعد 24 ساعة، بدء تنظيف الرئتين من البلغم والشوائب.
وخلال 72 ساعة، فتتحسن وظائف التنفس وزيادة كفاءة الرئتين.
وفي الفترة من 3-9 أشهر، تحسن وظائف الرئة بنسبة تصل إلى 10٪.
أما بعد سنة، إذ يحدث انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية إلى النصف.
لنصل بعد 10 سنوات، لتراجع احتمالية الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف مقارنة بالمدخنين.
الإقلاع عن التدخين ليس سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا، ومع الإرادة القوية واتباع بعض الخطوات الفعالة، يمكن تجاوز هذه العادة القاتلة، ومنها:
- وضع خطة زمنية للإقلاع عن التدخين.
- إخبار العائلة والأصدقاء للحصول على الدعم.
- تجنب المثيرات التي تدفع للتدخين مثل القهوة والكحول.
- ممارسة التمارين الرياضية لتخفيف التوتر.
- استخدام بدائل النيكوتين عند الحاجة، مثل العلكة أو اللصقات.
- طلب المساعدة الطبية أو الانضمام إلى مجموعات دعم للإقلاع عن التدخين.
فـ التدخين ليس مجرد عادة، بل إدمان قاتل يهدد الصحة والحياة، والتخلص منه هو خطوة نحو حياة صحية أطول وأكثر جودة، ومع الدعم والتوعية، يمكن لكل مدخن أن يتخذ القرار الصحيح لحماية نفسه وأحبائه من أخطار التبغ القاتلة.