كتب: سامية الإبشيهي -
07:22 ص | الثلاثاء 11 فبراير 2025
يصنف داء الكلب كأحد أخطر الأمراض الفيروسية التي تهدد الصحة العامة في أكثر من 150 دولة حول العالم، خاصة في قارتي آسيا وأفريقيا، وعلى الرغم من خطورته، إلا أن الوقاية منه ممكنة من خلال تلقيح الكلاب والعلاج الفوري في أول 15 دقيقة بعد التعرض للحادث.
وحذرت وزارة الصحة والسكان من خطورة مرض السعار، مؤكدة أنه مرض فيروسي قاتل بمجرد ظهور الأعراض، ويؤدي إلى الوفاة في جميع الحالات، إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية فور التعرض للفيروس.
وكشفت الوزارة أن فترة حضانة الفيروس تمتد بين أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، وأحيانًا تصل إلى عام، موضحة أن الأعراض تتطور عبر ثلاث مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى (الأعراض المبكرة):
حمى خفيفة إلى متوسطة.
صداع مستمر.
ضعف عام وإجهاد.
إحساس غير طبيعي بالتنميل أو الحكة في موضع العضة.
المرحلة الثانية (الأعراض العصبية):
قلق وهياج غير مبرر.
رهاب الماء (Hydrophobia)، إذ يشعر المريض بخوف شديد من شرب الماء.
تشنجات عضلية خاصة في منطقة الحلق، مما يعوق القدرة على البلع.
صعوبة التنفس بسبب تأثر العضلات التنفسية.
المرحلة النهائية:
شلل جزئي أو كامل.
غيبوبة.
الوفاة بسبب فشل الجهاز التنفسي أو القلب.
وأكدت الوزارة أن السعار مرض يمكن الوقاية منه بالكامل إذا تم التصرف بسرعة عقب التعرض لعضة أو خدش من حيوان يُشتبه في إصابته، ناصحة باتباع 3 إجراءات فورية:
غسل الجرح جيدًا بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة على الأقل
التوجه إلى أقرب مستشفى أو وحدة صحية
تلقي التطعيم بجرعات كاملة مجانًا في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة.
أوضحت الوزارة أن 99% من حالات الإصابة بالسعار تحدث نتيجة عضات الكلاب الضالة أو غير المُطعمة، مشددةً على أهمية تطعيم الكلاب للحد من انتشار الفيروس، بجانب ضرورة توعية المواطنين بكيفية الوقاية من عضات الكلاب، خاصة الأطفال الذين يمثلون نسبة 40% من الضحايا عالميًا.
وأشارت الوزارة إلى أن تكلفة علاج السعار عالميًا تتجاوز 8.6 مليار دولار سنويًا، تشمل العلاج والرعاية الصحية وفقدان الأرواح ومصاريف أخرى، موضحةً أن عدم تلقي العلاج الوقائي بعد التعرض قد يؤدي إلى مضاعفات قاتلة لا يمكن علاجها.
ودعت الوزارة إلى الإبلاغ عن أي حيوان يشتبه في إصابته بالسعار، مؤكدةً أن فرق الطب الوقائي تتابع الحالات المشتبه بها، بجانب تكثيف حملات تطعيم الكلاب بالشوارع والتوسع في توفير التطعيمات بالمستشفيات والوحدات الصحية.
شددت الوزارة على أهمية عدم التهاون مع أي عضة أو خدش من الكلاب أو القطط أو أي حيوان بري، محذرةً من أن التأخر في تلقي اللقاح قد يكون مسألة حياة أو موت، كما أكدت أن مراكز التطعيم متاحة على مستوى الجمهورية لضمان حصول المواطنين على العلاج فورًا.
وتُجدد الوزارة دعوتها بين الحين والآخر للأسر المصرية باتباع إجراءات الوقاية والتأكد من تطعيم الحيوانات الأليفة، مشددةً على أن السعار مرض قاتل لكن يمكن منعه بسهولة من خلال التدخل السريع.
ومن جانبها، صنّفت منظمة الصحة العالمية هذا المرض ضمن أمراض المناطق المدارية المهملة، حيث يتسبب في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص سنويًا، 40% منهم من الأطفال دون سن 15 عامًا.
وتؤكد المنظمة أن 99% من حالات الإصابة البشرية بداء الكلب تنتج عن عضّات الكلاب، مما يجعل تطعيم الكلاب والتوعية المجتمعية إجراءات أساسية للحد من انتشار المرض، كما توضح أن المرض يصبح قاتلًا بمجرد ظهور الأعراض، لذا فإن التدخل المبكر من خلال العلاج الوقائي بعد التعرّض هو الوسيلة الوحيدة لإنقاذ المصابين.
تشدد المنظمة على أن أي شخص يتعرّض لعضّ أو خدش من حيوان يُحتمل أن يكون مصابًا بداء الكلب، يجب عليه طلب الرعاية الطبية العاجلة دون تأخير،كما يجب على المصاب تلقي اللقاح المضاد لداء الكلب فورًا، وفي بعض الحالات، يُعطى الغلوبولين المناعي لداء الكلب كإجراء إضافي للحماية.
يوضح خبراء المنظمة أن داء الكلب ينتقل عبر اللعاب، وعادةً ما يكون ذلك من خلال العضّات المباشرة من حيوان مصاب، كما يمكن أن ينتقل الفيروس في بعض الحالات من خلال خدوش مفتوحة أو عبر الأغشية المخاطية مثل العين أو الفم عند ملامسة لعاب الحيوان المصاب.
وتشير المنظمة إلى أن الكلاب هي المصدر الرئيسي للعدوى عالميًا، ولكن في بعض المناطق، مثل الأمريكيتين، أصبحت الخفافيش المصدر الأساسي للإصابة البشرية بداء الكلب، كما يمكن أن ينتقل الفيروس عبر بعض الحيوانات البرية مثل الثعالب والراكون والظرابين، إلا أن هذا النوع من العدوى أقل شيوعًا.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن تطعيم الكلاب هو الحل الأكثر فعالية للقضاء على داء الكلب، حيث يساهم في كسر سلسلة انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، مشددة على أن قتل الكلاب السائبة ليس وسيلة فعالة لمكافحة المرض، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية تزيد من انتشاره.
كما تعتبر التوعية المجتمعية جزءًا أساسيًا من جهود الوقاية، من خلال نشر الوعي حول كيفية التعامل مع الحيوانات، وتجنب العضّات، ومعرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها عند التعرّض للخطر.
وتعمل المنظمة على ضمان توفر لقاحات داء الكلب البشري في جميع الدول المتضررة، إذ تُعطى اللقاحات إما كإجراء وقائي للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطباء البيطريين والعاملين مع الحيوانات، أو بعد التعرّض للفيروس لمنع تطور المرض.
وفي عام 2024، أكدت المنظمة وجود ثلاثة لقاحات لداء الكلب البشري معتمدة عالميًا، وهي: لقاح RABIVAX-S، ولقاح VaxiRab N، ولقاح VERORAB، كما توصي بإعطاء اللقاح الوقائي قبل التعرّض للأشخاص العاملين في بيئات خطرة، مثل المختبرات التي تتعامل مع الفيروس، أو السكان في المناطق النائية التي يصعب فيها الحصول على العلاج.
وتصنّف منظمة الصحة العالمية حالات التعرّض لداء الكلب إلى ثلاث فئات رئيسية، بناءً على خطورتها والإجراءات الطبية المطلوبة، الحالات التي تتضمن لمس الحيوان أو لعقه على الجلد السليم لا تحتاج إلى علاج وقائي، في حين أن الخدوش السطحية أو اللعق على جلد مجروح تتطلب غسل الجرح والتلقيح الفوري، أما في حالات العضّات العميقة أو الخدوش النازفة، أو عند ملامسة الأغشية المخاطية للعاب الحيوان المصاب، فيجب تلقّي اللقاح فورًا مع إعطاء الغلوبولين المناعي لداء الكلب.
وأكدت المنظمة أن التدخل العلاجي يجب أن يكون فوريًا، حيث إن أي تأخير في العلاج قد يسمح للفيروس بالوصول إلى الجهاز العصبي، مما يجعل المرض قاتلًا.
وتسعى منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، إلى القضاء على الوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب بحلول عام 2030، وتشمل الاستراتيجيات المعتمدة لتحقيق هذا الهدف تعزيز حملات التلقيح الجماعي للكلاب، وضمان توفير العلاج الوقائي في جميع المناطق المتضررة، وتدريب العاملين في المجال الصحي على تشخيص وعلاج المرض، وتحسين أنظمة المراقبة والإبلاغ عن الحالات، إلى جانب نشر التوعية المجتمعية حول مخاطر داء الكلب وطرق الوقاية منه.
وأكدت المنظمة أن القضاء على داء الكلب ليس مجرد هدف صحي، بل هو مسؤولية إنسانية لحماية الأرواح، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا.، ذا، تدعو جميع الدول إلى تكثيف الجهود وتخصيص الموارد اللازمة لضمان عالم خالٍ من هذا المرض القاتل.