كتب: سامية الإبشيهي -
07:10 م | الخميس 06 فبراير 2025
تعد وجبة الإفطار حجر الزاوية لبداية يوم صحي، حيث تمد الجسم بالطاقة اللازمة لتنشيط النشاط العقلي والبدني، وعلى الرغم من أهميتها الكبيرة، فإن العديد من الأشخاص لا يولونها الاهتمام الكافي، ما يعرضهم لمخاطر صحية قد تكون عواقبها وخيمة.
وتشير الدراسات الطبية إلى أن تخطي الإفطار لا يقتصر على الشعور بالتعب أو الخمول، بل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة تشمل اضطرابات في مستويات سكر الدم، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، وأمراض القلب والسكري.
وأكد خبراء التغذية أهمية تناول وجبة الإفطار باعتبارها أساساً للحفاظ على صحة الجسم على المدى القصير والطويل، فقد أظهرت العديد من الدراسات الحديثة التأثيرات السلبية الناتجة عن إغفال هذه الوجبة الحيوية في بداية اليوم، محذرة من أن التغاضي عنها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة.
وقال الدكتور محمد الحوفي، الأستاذ بقسم علوم الأغذية في جامعة عين شمس، لـ«الوطن»، إن الابتعاد عن تناول وجبة الإفطار قد يسبب انخفاضا في مستويات سكر الدم، ما ينعكس سلبا على النشاط العقلي والجسدي طوال اليوم، إلى جانب الشعور بالتعب والخمول، ويمكن أن يؤدي التغاضي عن الإفطار إلى نقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على وظائفه الطبيعية.
وبينما يتفق العديد من المتخصصين على أهمية الإفطار، أكدت دراسة صينية أُجريت على نحو 63,000 شخص بالغ أن التغاضي عن هذه الوجبة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة مثل سرطان المريء، القولون، الكبد، والمعدة، كما بيّن الباحثون أن الأشخاص الذين يعتادون على تخطي وجبة الإفطار لديهم فرص أكبر للإصابة بالأمراض السرطانية مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون إفطارهم بانتظام.
وتشير أخصائية التغذية الهندية شويتا جوبتا في هذا السياق إلى أن الامتناع عن تناول الإفطار يعزز من الإصابة بالتهابات مزمنة، كما يضعف استقلاب الجلوكوز ويؤدي إلى اضطرابات في التوازن الغذائي داخل الجسم، ما يزيد من فرص تطور الأورام، وأضافت جوبتا أن التغذية السليمة تبدأ من الصباح، حيث تساهم في تعزيز وظائف الجسم وزيادة قدرة الأفراد على مواجهة التحديات اليومية.
توصلت الدراسات الحديثة إلى أن الإفطار لا يقتصر على تزويد الجسم بالطاقة فحسب، بل يعمل أيضاً على تحسين الذاكرة والتركيز، إذ تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون إفطاراً صحياً غالباً ما يكونون أكثر نشاطاً ذهنيًا وبدنيًا طوال اليوم، مقارنةً بمن يتجنبون تناول الطعام في الصباح، كما أكدت هذه الدراسات على أن الإفطار يشمل مجموعة من الفيتامينات والمعادن التي تعتبر ضرورية لتحسين الصحة العامة.
ومن جانب آخر، حذر الأطباء من أن تخطي وجبة الإفطار قد يؤدي إلى تقليل معدل الحرق في الجسم، وهذا يساهم في زيادة الوزن، حيث يتأخر الجسم في حرق السعرات الحرارية، بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسات أخرى إلى أن الامتناع عن الإفطار قد يسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم، ما يزيد من مستويات التوتر ويؤثر سلبًا على الصحة النفسية.
تطرقت العديد من الدراسات الطبية إلى التأثيرات السلبية الطويلة الأمد لتخطي الإفطار، فقد كشفت دراسة نشرتها «مجلة أكاديمية علوم التغذية» الأمريكية أن الأشخاص الذين يتناولون الوجبات الرئيسية بشكل متقارب أي بفترات زمنية قصيرة بين الوجبة والأخرى يعانون من زيادة خطر الوفاة المبكرة.
وفي دراسة مماثلة، أظهرت نتائج أبحاث استمرت لمدة 14 عامًا على أكثر من 24 ألف شخص أن عدم تناول الإفطار يرتبط بزيادة احتمالات الوفاة بسبب أمراض القلب والسكتات الدماغية، كما بينت الدراسة أن التغاضي عن وجبة الإفطار قد يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم، مما يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة أخرى.
ومن الفوائد التي لا يمكن تجاهلها لتناول وجبة الإفطار، أنها تساهم في تحسين الأداء الرياضي والبدني، حيث يشير الخبراء إلى أن تناول الطعام في الصباح يعزز قدرة الجسم على مواجهة المجهود البدني، سواء في العمل أو الدراسة، ويساهم في تحفيز الجهاز الهضمي وتقليل الشعور بالجوع في وقت لاحق من اليوم.
ولذلك، ينصح «الحوفي» بضرورة تناول وجبة إفطار متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن والألياف التي تحسن من صحة الجسم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد هذه الوجبة في تقليل فرص الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السمنة وأمراض القلب.