«مش بدي أشرب بدي أبويا يكون معايا بس لما أكبر»، كلمات رددتها طفلة لا يتجاوز عمرها العقد الأول زلزلت القلوب، إذ فقدت والدها إثر قصف عنيف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لتدوي صرخاتها في كل مكان، نتيجة العدوان الذي استهدف الأطفال والنساء بلا رحمة أو إنسانية، ليعلم الجميع أن الوضع كارثي.

استغاثة طفلة تريد والدها يهز العالم

لم تستطع طفلة فلسطينية مواجهة خوفها من قصف الاحتلال المستمر على قطاع غزة، بسبب الضربات التي لم تتوقف، وتعالت استغاثاتها وهي تصرخ «بدي أبويا»، وتداول النشطاء مقطع الفيديو المعروض على تلفزيون فلسطين، أوجعت القلوب ظهرت فيه وهي تتحدث عما تعرضت له وفقدها لأبيها: «مش بدي أشرب بدي أبويا يكون معايا بس لما أكبر، بدي أكبر في سلام يا عالم».

اقرأ أيضًا: لحظة استخراج طفلة حية من تحت الأنقاض.. «طلعوني أمانة مش قادرة اتنفس» 

كلمات طفلة فلسطينية زلزلت القلوب

وبكلمات تحمل الأسى، عبرت قائلة: هل هذه الحياة؟ هل هكذا تكون المصائر؟ وأعربت عن تمنيها أن تحفظ القرآن الكريم، وتصبح طبيبة لتسعد أبيها: «نفسي أبقى دكتورة أفرح بابا، وأحفظ المصحف يفتخر بيا، عاوزة سند ليا أبويا خده جيش الاحتلال حسبي الله ونعم الوكيل».

«خدوه بابا وعمي قدام عيني مشيت ولا شوفت أمي ولا أبويا، قابلت مرات عمي ومبقتش عارفة أعمل إيه هي دي الحياة؟»، لتظل تردد متسائلة، مناشدة العالم محاولة أن تجد أملًا، لكن لم يعد للأمل وجود مع أفعال قوات الاحتلال الغاشم.

التعامل مع الأطفال إثر الحروب

أوضح جمال فرويز، أخصائي الطب النفسي، خلال حديثه لـ«هُن»، أن معاصرة الأطفال للحروب أمر غير متوقع لهم، حتى أنهم لم يعوا ماذا يحدث: «يجب محاولة شرح الأحداث للطفل مع مراعاة عدم التهويل في الأمر أو الكذب عليه، واحتواء الطفل وطمأنته بشكل مستمر بما يشعر به من حزن وقلق فهذا أمر طبيعي».

وأوضح الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، لـ«هُن»، أن استهداف الأطفال في الحروب أمر كارثي يلزم التعامل معه بحديه: «عمليات القتل للأطفال تزايدت كل يوم مئات الأطفال بيفقدوا، لأن غرضهم قصف الدولة من مستقبلها وأطفالها الزهرة والنبتة الحقيقية للدولة».