رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الأيام الأخيرة للطبيبة أريج.. فرشت شقة الزوجية في مصر وماتت بغزة قبل الحنة

كتب: هاجر عمر -

01:10 م | الثلاثاء 31 أكتوبر 2023

الطبيبة أريج عروس فلسطين

بأنفاس متسارعة ومشاعر من الحماس المختلط بالارتياح، ألقت عروس غزة الطبيبة أريج نظرة أخيرة على تجهيزات عرسها المنتظر بعد أيام قليلة في مصر، التي عشقتها خلال سنوات دراستها لطب الأسنان في جامعة الازهر، تأملت فستان زفافها الأبيض الطويل مظرز الأكمام، كل شئ أصبح جاهزا للزفاف السعيد، لم يتبق إلا اختيار طرحة الزفاف وفستان ليلة الحنة، غير أن الأمور جرت بصورة مغايرة في غزة، فالشابة الفلسطينية استقبلت نبأ استشهاد خالها وعائلته في مخيم اللاجئين بعد نجاتهم من قصف منزلهم قبل أيام.

 

 تبدلت ملامح الفرحة إلى حزن كبير، وسيطرت الصدمة على أريج، وهرولت إلى هاتفها، طالبة من صديقتها المشورة الطبية في كيفية تهوين الخبر على والدتها ووالدها المريض بعد إصابتهم بالحزن والآسى على فقدان خالها، دون أن تعلم أنها على موعد للقاء خالها خلال ساعات بعد استشهادها هي ووالديها جراء قصف إسرائيلي على مخيم البريج، بحسب رواية صديقة طفولتها بلسم.

خوف أريج على والدها المريض ووالدتها بعد خبر استشهاد خالها وعائلته

تنهيدة عميقة زفرتها بلسم حملاوي، وأخذت تروي في حديثها لـ«الوطن»، آخر محادثة لها مع صديقة طفوتها الطبيبة أريج عروس فلسطين قبل ساعات من استشهادها، «هي استشهدت بتاريخ 17 أكتوبر، احنا كنا حاكيين 16 أكتوبر مساء، قبل يومين من استشهادها، وتعرض عائلة خالها للقصف الإسرائيلي بعد نزوحهم والإقامة في منزل أخر، وكانت أريج أول حد يعرف بخبر استشهاد خالها، كانت تحاول تصبر والدتها، وفي نفس الوقت كان أبوها مريض عنده سكر وضغط فكان جدا مريض، في ذاك اليوم تواصلت معي، وطلبت مني كيف اتعامل معه بما أني دكتورة وصديقتها المقربة، وكانت تحكيلي شو ايلي صاير معها، وشو بيصير فكنت احكيلها تسوي هيك واعملي هيك، فكانت آخر كلمة بينا أنها كانت تعبانة كتير، وأنا قولت لها حسبنا الله ونعم الوكيل وإن شاء الله ربنا بيعديها».

 

موعد شراء فستان الحنة.. لكن قامت الحرب

«آخر فترة أريج كانت بتحضر لعرسها وشايفة الحياة بمبي طبعا»، كلمات خانقة حاولت خلال بلسم استرجاع ذكياتها مع صديقة طفولتها، «كانت طايرة من الفرحة أنها مسافرة مصر عشان حفل زفافها وبتعد الأيام والساعات، بدأت الحرب على غزة 7 أكتوبر يوم السبت، كانت أريج بنفس اليوم متواعدة مع أختي لأننا بنعتبرها فرد من العيلة مش بس صديقتي، بيستعدوا يشوفوا الفستان بتاع الحنة، كانت راح تسويها بغزة بعدين راح تروح على مصر وتعمل العرس، فكان يوم الجمعة التقوا وشافوا بعض واتفقوا أن يوم السبت راح يلتقون عشان يشوفوا الفستان لكن قامت الحرب».

وتابعت بلسم حديثها عن صديقتها، «كان حديثها معي أنه أكيد ودعتني يا ترى هنشوف بعض تاني؟، قولت لها إن شاء الله هنشوف بعض تاني، حكيتلي أنه ياترى هلبس الفستان تاني يمكن ما البسوش وورتني صورة فيه، قلتلها أكيد هتلبسيه، وراح نلتقى وكل شيء بس الحمد لله مشيئة الله أكبر من كل شئ حسبنا الله ونعم الوكيل»، بحسب كلمات صديقة أريج التي لا تخلو من البكاء على صديقة طفولتها، لافتة إلى أن أريج كانت في مصر، ونزلت غزة قبل الحرب بيومين، «كانت بتجهز كل شئ مع خطيبها، ودهنوا الشفة واشتروا العفش وكتير أشياء سووها، كانت على شفا بداية حياة جديد كليا لكن إرادة الله أكبر من أي شئ».

أريج جاءت غزة من القاهرة قبل الحرب بيومين لإقامة «ليلة الحنة»

«انسانة آمنة في بيتها تم قصفها وقصف المنطقة التي تسكن بها بالكامل»، وفقا لصديقتها «بلسم»، مستطرة «أريج إنسانة مؤمنة الحمد لله وربنا اصطفاها لكن لا أدري شو أقول لكن الحمد لله على كل شئ، ما حدا بيتمنى الموت مهما كان معروف أنه حي بالنهاية، احنا إنسان بدو يعيش ويكمل في حياته ويفرح في حياته، وأريج كانت رغم كل شئ وتحت القصف لكن كان بدها تعيش، بدنا تخلص هاي الحرب، وتزول هاي الغمة ونرجع نكمل الحياة لكن للأسف هاي مشيئة ربنا».

 قصف منزل أريج أثناء إعدادها وجبة الغذاء

لحظات أريج الأخيرة قبل سقوط صاروخ على حيها السكني كانت بالمطبخ تعد الغذاء لأسرتها بحسب رواية صديقتها، قبل أن تلقى حتفها وتتكفن بالأبيض بدلا من أن تطل به عروس في القاهرة بحسب صديقتها، « تم قصفها وقت الظهر، أريج بتكون في المطبخ بتحضر الغدا لأسرتها، لأنه حكولي أنهم لقوا جدتها في حديقة بيت جيرانها»، وتابعت «هي أكيد كانت حاسة لأنه أي حد في غزة طبيعي راح يكون حاسس أنه راح يموت، لحد الآن اصحابي عايشات ومتواجدات لكن حاسيين أنهم راحوا يموتون، القصف في كل مكان مفيش مكان آمن، مفيش بيت آمن، مفيش حياة آمنة، لا مستشفى لا مدرسة لا أي مكان، أكيد الكل هيكون حاسس بالموت».