كتب: هاجر عمر -
11:55 م | الإثنين 30 أكتوبر 2023
تختلس النظر بين الحين والآخر لوجه أبيها وأمها وهي تستعد للزفاف، تشعر بمشاعر مختلطة ما بين فرحتها بزفافها وبين حزنها على فراق أبويها، تحتضن والدتها وتقبِّل يد والدها رغبة منها في إشباعهم عاطفيا قبل فراقهم، ولم تكن تعلم أنه فراق أبدي باستشهادهم بصواريخ قوات الاحتلال الإسرائيلي.
أنهت أريج دراستها بكلية طب الأسنان بجامعة الأزهر بمصر، لتلقي العلوم الشرعية من منبعها مع العلوم الطبية وتعود لغزة لخدمة أهلها، قبل أن تغدر بها أيدي الاحتلال الغاشم.
وجهها الضاحك البشوش ما زال يسيطر على مخيم البريج مكان استشهادها مع أسرتها، وسيرتها العطرة ما زالت على لسان أصدقائها الذين يتذكرونها بمنشورات تحمل كلمات تحمل في طياتها الشجن والشجب.
«ضهري مكشوف كتير يا أريج»، كتبت عنها صديقتها بلسم حملاوي على صفحاتها على فيسبوك، «إسرائيل بل العالم قتل أختي وصديقتي طبيبة الأسنان أريج إبراهيم عيد وهي آمنة مع عائلاتها في منزلهم في مخيم البريج، في قطاع غزة.
وأضافت صديقتها في منشورها: «أريج كان من المفترض أن تُزف كعروس هذا الشهر من هذا العام، أريج فتاة مُحبّة للحياة، جميلة الخُلق والخَلق، مُبدعة، مميزة دائمًا، الحديث عنها لن يتوقف، أعدكِ أريج».
واختتمت صديقتها منشورها قائلة: «أريج صديقتي منذ كان في عمرنا 9 سنوات، الشهر السابق صارت أريج 25 عامًا، لقد قتل العالم أريج، لكن عزائي أنها شهيدة حيّة تُرزق، في الحقيقة أنا مَنْ قُتلتْ، أبدًا مش رقم يا حبيبتي أبدًا».
وكانت الشهيدة قد دوَّنت عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يوم 12 أكتوبر: «كل واحد فينا بيجاهد بالطريقة المتاحة قدامه».
