رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

كيف أثرت الحروب في غزة على الحالة النفسية لأطفال فلسطين؟.. أرقام صادمة

كتب: هاجر عمر -

09:23 م | الإثنين 30 أكتوبر 2023

أطفال غزة

دوي المدافع والقصف الجوي وضجيج أصوات الأسلحة تختلط مع أصوات الصراخ والعويل للأمهات والآباء تتسرب مجتمعة داخل أذن الأطفال في غزة وتولد داخلهم مشاعر مضطربة ومعقدة لا يمكن تفسيرها بسهولة أو توقع الكيفية التي ستؤثر بها هذه الظروف القاسية على حياتهم بالمستقبل.

بخفوت صوت الدبابات وانقطاع أصوات القصف المفزعة يتم الإعلان عن إعداد حقائق وأرقام القتلى والمصابين والمفقودين تحت الركام، وخسائر البنية التحتية التي تمت تسويتها بالأرض، لتغذية المجتمع الدولي بالتحديثات من أرض المعركة التي ينتظرها بفارغ الصبر، لكن لا أحد يعلم الآلية التي يتم بها حساب درجة الخوف والهلع وارتعاش الأجساد وانكسار قلب الأطفال لفقد ذويهم وألم الإصابة والغضب من واقع هو الأسوأ لطفولتهم من بين كل أطفال العالم.

5 حروب في غزة عايشها أطفالها حتى الآن، ولدت داخلهم صدمات نفسية وحالة من العنف وعدم الاستقرار بحسب ما ذكر بيتر باور، مسؤول في اليونيسف، مؤكدا أن تداعيات هذه الحروب على أطفال غزة ستكون خطيرة وطويلة الأمد ويصعب قياسها.

زيارة قام بها «باور» لغزة قبل اندلاع طوفان الأقصى بشهر رصد خلالها واقع يخزي جبين العالم أجمع قال عنه: «أكثر ما أذهلني هو وصمة العار التي لا تمحى والتي خلفها ما يقرب من عقدين من الصراع على جيل كامل من الأطفال، الذين يشكلون ما يقرب من 50% من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، لقد عاش طفلا يبلغ من العمر 15 عاما في غزة الآن خمس حروب»، وفقا لصحيفة «IrishExaminer» الأيرلندية.

 

أكثر من نصف مليون طفل يحتاج الى حماية نفسية واجتماعية

بيانات الصحة النفسية المتوفرة لدى الأطفال في دولة فلسطين محدودة، في حين أن بيانات الصحة النفسية إلا أنه في عام 2022 تشير التقديرات إلى أن حوالي 678,000 طفل يحتاجون إلى حماية الطفل والصحة العقلية والدعم النفسي أو الاجتماعي، معظمهم في غزة، بحسب الصحيفة الأيرلندية نقلا عن مسؤول اليونسيف، لافتة إلى أن أطفال غزة محرومون من مكان آمن للنمو والتطور وهو ما يزيد من فرص إصابتهم بالتوتر والقلق باضطراب ما بعد الصدمة والكوابيس وذكريات الماضي، وفقا لصحيفة «IrishExaminer» الأيرلندية.

السنوات الأولى تشكل الذكريات 

السنوات الأولى هي التي تشكل شخصية الطفل حسب نظريات علم النفس، تتكون خلاله كل الذكريات وكل الأشياء المتعلقة بالشخصية وبناء الشخصية واتجاهاته وهو ما يستلزم أن يكون الطفل في هذه المرحلة المبكرة من حياته في بيئة آمنة مستقرة بعيدا عن الانتقالات والأحداث الدامية، بحسب الدكتور وائل يوسف أستاذ مساعد علم النفس بجامعة القاهرة في تصريحاته لـ«الوطن».

تأثير الحروب كبير على الحالة النفسية للأطفال، خاصة في تشكيل ذاكرته التي تبدأ في السنوات الأولى وتمتد معه لآخر عمره، وتكون مسؤولة عن ظهور الاضطرابات النفسية فيما بعد وفقا لـ«يوسف»، مؤكدا أن الذاكرة المتعلقة بالعنف والحروب والكوارث تجعل الطفل يعاني من التشتت بصورة كبيرة وتساهم في ظهور أنماط سلوكية غير سوية بالمستقبل.

أطفال الحروب ما بين العداونية أو الانطواء 

الأصوات العالية للمدافع ولقصف الطيران والمشاهد المخيفة التي تتضمَّن أشلاء وجرحى ودماء في كل مكان والفزع في عيون الكبار، تجعل نفسية الأطفال مشوهة بصورة كبيرة بحسب ما أكد أستاذ مساعد علم النفس بجامعة القاهرة، «الطفل ده بيكون شخص عدواني أو يطلع شخص عنيف، أو يروح الجنب التاني بيكون منزوي وانطوائي ومش واثق في نفسه بيكون عنده نوع من اضطراب الانزواء بشكل كبير بيخليه يكون شخصية هشة وضعيفة مش قادر يا خد قرار في حياته مش قادر يستوعب الحاجات إيلي شافها في الطفولة.

أطفال الحروب تركيبتهم النفسية معقدة

الأطفال التي تعاصر الحروب تكون تركيبتها النفسية معقدة لأبعد الحدود كون طفل شاهد الحرب وسمع أصوات الرصاص واعتاد على صوت القنابل، وهو ما يجعل جهازه العصبي مستنفرا طوال الوقت، ويتوقع في إي وقت حدوث كارثة أو قصف أو أن يهدم منزله أو أن يفقد أحد أفراد أسرته كالأب والأم والأخوات، وهو ما يجعل الطفل طوال الوقت في حالة فزع وهلع، وفقا لـ«يوسف».

جهاز عصبي مستنفر طوال الوقت 

وتابع: الأصوات والمرئيات تشكل ذاكرة مشوه لدى الطفل «إيه الصوت إيلي هيحصل بعد شوية إيه إيلي ممكن يحصل كمان دقيقتين وده بيخلي الجهاز العصبي مش قادر يستوعب كل إيلي بيحصل، وكمان بيشوف شكل الدم، وبيشوف باباه بيموت قدامه وأخوه وبيشوف بيته بتهدم فكل الذاكرة البصرية دي لتختزل في اللاوعي وتبدأ تطلع في الأحلام وفي شخصيته يبدأ يكون شخص عنيف ساخط على الدنيا وعلي البيئة إيلي عايش فيها، لأنه مش قادر يلبي حاجته الأساسية، معندوش بيت أو أكل، وده بيخي حياته فيها ربكة مستمرة ومستنفر نفسيا ومستنفر بالجهاز العصبي بيأثر عليه في كل مراحل حياته، وتفرز اضطرابات وأمراض نفسية تظهر فيما بعد».

أطفال ما بعد الحرب يصاب معظمهم بأنماط الشخصيات غير سوية ومشوهة، فيظهر الطفل السيكوباتي والشخص العنيف أو الشخص الخائف الضعيف، إذ إن فترة الطفولة هي الفترة المنوط بها أن يشعر الطفل بالأمن والاستقرار، وسلبها منه يجعله عرضة للأمراض النفسية والعصبية، كونه تعرضا لكوارث لم يتمكن من استيعابها، وفقا لأستاذ مساعد علم النفس بجامعة القاهرة.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان دائما ما تمنح الأطفال الأولوية الأولى في الإسعافات النفسية الالولية، ودائما ما يتم استهدافهم بالبرامج التي تستهدف تقديم الإسعافات النفسية الاوليهم خاصة أولئك المتعرضين للعنف والحروب، لعلاجهم من اضطراب ما بعد الصدمة، والتي تتضمن سيكوباتي أو اكتئاب او افكار ضد المجتمع والانتقام او تهلل الشخصية وضعفها، وقد يقع فريسة للضغوط ويلجأ الى ادمان المخدرات.