منذ لحظات قليلة كان محاطًا بغلاف قوي ومنيع يحميه من أي تأثير خارجي، ليجد نفسه فجأة مصابًا والدماء تسيل من جسده الضعيف، وأصوات القذائف تنهال على رأسه والحطام حوله في كل مكان، لينطلق بكاؤه الذي يصرخ من خلاله معلنًا بكل ما أؤتي من قوة أنه سئم الحرب وما خلفته من خسائر كارثية في الأرواح قبل المباني، هكذا كان حال طفل فلسطيني رضيع، وصل إلى المستشفى بعد أيام من ولادته وسط مصابي القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 13 يومًا.

توثيق ما يحدث في فلسطين

المصور الفلسطيني أحمد حجازي، قرر أنّ يكون حسابه عبر موقع تبادل الفيديوهات والصور «إنستجرام»، منصة تنقل حقيقة ما يحدث في غزة وفلسطين من إبادة جماعية على يد قوات الاحتلال، إلى العالم، ليوثق لحظة وصول رضيع لا يتعد عمره أيام قليلة إلى أحد المستشفيات مصابًا في غارة شنتها إسرائيل على محيط مستشفى ناصر بخان يونس في الضفة الغربية، وكل ما كان الأخير يفعله الصراخ وكأنه يريد إيصال رسالة إلى ضمير العالم يوقظه بها من أجل إنقاذ المجزر المستمرة في فلسطين منذ 7 أكتوبر.

أصغر مصاب في أحداث غزة

ظل الرضيع يتقلب يمينًا ويسارًا على أحد أسرة المستشفى، وهو يبكي بحرقة والجراح تملئ جسده الضعيف، بينما ترقد أمه إلى جانبه وهو ممسك بيدها، والأطباء يعملون جاهدين على إسعافهما معًا، وسط إمكانات طبية قليلة ونفاذ الوقود وانقطاع الغاز والكهرباء.

حاللة الرضيع لا تزال غير معروفة حتى الآن، إذ لا يزال يخضع ووالدته للعلاج، وسط استمرار المجازر الدامية لقوات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين خاصة غزة.