كتب: ندى قطب -
11:45 ص | الإثنين 23 أكتوبر 2023
بجسد هزيل، وأسنان كادت أن تسقط من شدة صراخها، وسط حطام البنايات ورفات الضحايا، وقفت أم مكلومة تردد: غزة عروس عروبتكم، إذ لم تسعفها كلماتها لوصف المشهد الدامي الذي تعيشه غزة، فاستعانت بكلمات شعر للعراقي مظفر النواب، مستغيثة لإنقاذ أهالي القطاع من عمليات الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها تحت القصف الإسرائيلي الوحشي.
غزة عروس عروبتكم، كلمات راودت ذهن السيدة العجوز، التي صرخت في وجه العالم، من أجل إنقاذ غزة، والتحرك لإنهاء سنوات القصف والاحتلال، والعدوان الغاشم الذي يستهدف الأراضي الفلسطينية على مدار 17 يومًا متواصلين دون رحمة، مع قطع الإمدادات كافة.
انفجر غضب السيدة العجوز، التي اختلط صوتها، بأصوات سيارات الإسعاف، وصراخ أهالي تلقي النظرة الأخيرة على فقيدها، وأخرى تحمل جريحها بحثًا عن مكان فارغ في سيارات الإسعاف التي تحمل عشرات المصابين والجرحى، الجميع يمر بجانبها، وهي لم تحرك ساكنًا، وكأنها اعتادت هذه المشاهد.
—
صرخة السيدة العجوز كانت في وجه العالم، من أجل إغاثة فلسطين، داعية العرب بالتكاتف من أجل إظهار الحق وإعادة الوطن إلى صاحبه: «القدس عروس عروبتكم.. فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟.. ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها.. وسحبتم كل خناجركم.. وتنافختم شرفا.. وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض.. فما أشرفكم».
لم تكن الأم الأولى التي تصرخ لإغاثة فلسطين، من الدمار الذي حل على البلاد، ولم يتوقف بمرور الأيام بل يزيد، إذ عاشت غزة الليلة الأعنف، وفقًا لوسائل الإعلام الفلسطينية، التي وصفتها بالأصعب، بعد ارتكاب العدوان الإسرائيلي ما يقرب من 25 مجزرة لأهالي فلسطين، استهدفت مبان سكنية ودور عبادة وعدد من المناطق المأهولة والمكتظة بالسكان، خاصة الأطفال والسيدات منهم.