رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فلسطينية تروي كيف نجا 50 فردا من أسرتها خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي لغزة

كتب: سمر عبد الرحمن -

09:08 م | السبت 14 أكتوبر 2023

مرين أيوب

بنايات جرى تسويتها بالأرض، شوارع ارتوت بالدماء ومنازل اتشحت بالسواد، وأسر هُجرت رغما عنها، أطفال استشهدوا ونساء قاومن حتى الرمق الأخير، أشجار اجتثت من جذورها، وصيدليات ومستشفيات يجري استهدافها، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فلم يعد أهل غزة بفلسطين يعرفون أين باتت منازلهم ولا أين ذهبت أسرهم، كل ما يعرفونه هو المقاومة حتى النفس الأخير، هكذا باتت الأوضاع في القطاع المنكوب الذي طالته يد غدر قوات الاحتلال الإسرائيلي.

كيف نجا 50 فردا من أسرة واحدة بغزة؟

تحدثت مريم أيوب، ابنة قطاع غزة الوضع المأساوي في فلسطين لـ«الوطن»، مؤكدة أنها تعيش في القاهرة وفقدت الاتصال مع أهلها لوقت طويل، قبل التواصل معهم مرة أخرى.

مناطق غزة ضاعت معالمها، وهُدمت مبانيها ومدارسها وحتى مستشفياتها، فصواريخ قوات الاحتلال الإسرائلي، اغتالت طفولة الأبرياء، لم يعد لديهم سوى ذكريات حزينة لسنوات عاشوها قهرا بعد محاولات سيطرة إسرائيل على المدينة.

ومن بين المناطق التي جرى تسويتها بالأرض «تل الهوا»، ذلك المكان الذي ولدت وعاشت فيه مريم أيوب طفولتها قبل 32 عاما، وهو نفسه الذي نجا منه 50 فردا من أسرتها بعد قصف منازلهم بصواريخ إسرائلية: «كل صيف ماما كانت بتيجي عندي في مصر، الصيف هاد قالتلي مش هقدر أجي بدنا نجدد البيت ونبني دور جديد، كنت كل يوم أكلمها بآخر الليل تقولي تعبانة واقفين مع العمال علماً إنو ماما مغيرة مفاصل ورجليها ما بتقدر توقف عليهم، من أسبوعين كانت تبعتلي صور المطبخ الجديد وفرحانة، هاد بيت أهلي اليوم هُدم بالكامل، لكن الحمدلله المال معوض.. الحمدلله إنو أهلي أخلو البيت وموجودين اليوم، أكتر من 50 فرد ببيت أختي بالجنوب في خان يونس».

قوات الاحتلال تقصف منازل غزة بشكل مستمر

تتذكر «مريم»، مولدها وطفولتها التي عاشتها في فلسطين، قبل أن تنتقل إلى القاهرة قبل سنوات قليلة، واصفة إياها بالضحك واللعب والطفولة وكل شيء حلو، لكن إسرائيل اغتالت كل هذا لم يعد للفتاة الثلاثينية، سوى مجموعة من الصور تحتفظ بها على هاتفها المحمول، حينما تراها تتذكر طفولتها وكيف كانت تلعب مع أشقاؤها وأبناء عمومتها: «هنا كانت طفولتي، هنا ضحكنا لعبنا اجتمعنا على مائدة واحدة، هنا كانت أمي تنتظر رجوعنا، هنا حلمت وهنا أيضا هدمت أحلامي، أموت يومياً خوفاً على أهلي ومدينتي وما بقي لي من ذكريات، دائماً كنت أقول لأمي إياكم تغيير ملامح غرفتي، سأعود يوماً هذه أرضنا، وهذا بيتنا حتى لو رماد.. سنعود يوماً».

قصف صيدلية في خان يونس

قبل أيام قليلة غادرت أسرة «مريم»، منازلها وسط قطاع غزة، ظنا منها أنها ستكون في منأى عن القصف الإسرائيلي الذي لا يهدأ، لكن جيرانهم بالمكان الجديد في خان يونس لم ينجُ من القصف وفقا لها: «أهلي راحوا عند أختي ظنا منهم أنهم آمنين، لكن قوات الاحتلال قصفت صيدلية بجوراهم، ما بقى شيء آمن كلهم تحت وطأة القصف، لا مكان يحميهم ولا ماء ولا كهرباء ولا غذاء، لكننا جميعا مصممون على المقاومة حتى النصر».

الكلمات الدالة