منذ أول يوم وهو يحبو حملته أمه وهنًا على وهن، ولد مازن بمرض الصلب المشقوق، وهو مرض يصيب الأنبوب العصبي في العمود الفقري، وهو ما جعله عاجزًا عن الحركة، فبقيت أمه على راحته، وكانت الوحيدة التي آمنت به وبقدراته، ووثقت فيه لتحقيق حلمهما معًا، ليكون بطلًا للسباحة. 

مازن ووالدته قصة حب منذ الولادة

في مدينة الزقازيق بالشرقية، ولد مازن بمرض مناعي نادر، وبقيت والدته «مروة» معه منذ أولى خطواته، ولم تكن المهمة سهلة أبدا، لاسيما بعد أن انفصلت عن والده وهو لا يزال في رحمها، وباتت تحلم بتحقيق الكثير له، وأصبحت جيشه الوحيد الذي يقف خلفه دائمًا منذ 17 عامًا، إذ روى مازن، لـ«هُن»: «ولدت بمرض كان صدمة على أهلي، لكنهم كانوا فرحانين بيا».

مازن: والدتي كانت بتشيلني على ضهرها

الصلب المشقوق أصابه بالعجز لعوامل جينية وبيئية، ومضى في رحلة العلاج الطبيعي لفتره طويلة، ودعمته والدته نفسيًا ومعنويًا وصحيًا: «كانت بتحسسني إني زي كل الأطفال في سني، وعمرها ما اشتكت دخلت المدرسة، وكانت بتوديني كل يوم وبتطلع بيا السلم شيلاني وشايلة شنطتي وشايله الكرسي بتاعي لوحدها لأن كان فصلي فالدور الأول».

طوال الوقت يمر بوعكات صحية كبيرة، فيجد أمه دائمًا متصدرة الصورة، ذكريات كثيرة مرا بها معًا، لم ترض الزواج من أجله، وتعمل حتى تنفق عليه: «فضلت من الأوائل، واتكرمت كتير في المدرسة، كنت دايمًا مميز بفضل مجهودها، حياتي مليئة بالصعاب والمتاعب، لكن ابتسامة والدي تزداد كل يوم، حتى ضهرها تعبها لأنها بتشيلني على ضهرها ووصل الأمر لأنها بتعرج من التعب».

بطل سباحة ومحب للتاريخ

من طبيب المسالك البولية والباطنة إلى المخ والأعصاب تتنقل به، راضية فرحة بذلك، أصبح الكرسي المتحرك هو قدمه وهو ما ساعد والدته، التي وصفته بأنه «بطلي وحياتي»، وتتمنى التحاقه بكلية لها علاقه بتاريخ مصر الفرعوني.

تحقيق الحلم مليئًا بالكثير من الصعود والهبوط، وفي حالة مازن مليء بالحب والمرح والسعادة، فباتت والدته تذهب به إلى تمرين السباحة، وفاز بالعديد من البطولات على مستوى النادي: «كانت بتفضل عينيها عليا، وتشجعني وبحس أني مميز بسببها، لأنها دايمًا مقوياني وبتتكلم معايا، وبترفع من معنوياتي طول الوقت بنمر بأيام كتير صعبه بسبب ظروفي الصحية، بتمني من ربنا أعوضها عن كل مجهود».