رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

شابة هولندية ترتدي الملابس المستعملة رغم ثروتها الهائلة.. ما القصة؟

كتب:  نرمين عزت -

01:57 م | الأحد 27 أغسطس 2023

لوسي سركيسيان

بالرغم من كونها فتاة في مقتبل العمر وتمتلك ثروة كبيرة، تمكنها من ارتداء البراندات والملابس الفاخرة؛ لكن المراهقة لوسي سركيسيان صاحبة الـ18 عامًا، قررت ارتداء الملابس المستعملة بقية حياتها، لأنها أدركت مبكرًا أنّ صناعة الموضة وعادات شرؤها تسبب أزمات متتالية للمناخ، مما جعلها تتخلى عن الاهتمام بها، غير مهتمة بالانتقادات التي نالتها بسبب ما ترتديه من ملابس تبدو قديمة أحيانًا.

قضية المناخ أهم من اراء الناس

لم تبال «لوسي» وهي مراهقة هولندية من أصول أرمينية لما ينالها من انتقاضات بسبب ارتداء الملابس المستعملة؛ وهو أمر غريب بسبب قدرتها المالية على شراء الملابس الفارهة، لكنها قررت بدلًا من ذلك الاستعانه بملابس مستعملة طيلة حياتها، وتقول في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية «bbc» عن اتجاهها لذلك النوع من الملابس رغم ثروتها: «لن تؤدي الأفعال الفردية الصغيرة إلى النتائج المرجوة، لكننا مجتمعين نستطيع إحداث فرق كبير إذا اعتمدنا جميعنا على نمط وأسلوب حياة أكثر استدامة، وأخذنا على عاتقنا مسؤولية إرشاد الجيل القادم لمعرفة حجم الضرر الذي تلحقه صناعة الألبسة بالبيئية».

وفي سبيل قضيتها واهتمامها بالمناخ، لم تغرِ الفتاة صيحات الموضة الموسمية المتغيرة بوتيرة متسارعة برغم من صغر سنها، ولم تضعف أمام مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بالإعلانات بل اختارت التوجه نحو شراء الملابس المستعملة فقط، لأنها تدرك حجم الضرر الكبير الذي تلحقه صناعة الملابس بالبيئة: «المرة الأولى التي اشتريت فيها قميصا صديقا للبيئة، كان في عمر الـ14 عاما، ولفت انتباهي ملصق كان على القميص ذكر أن صناعته تمت بشكل مستدام».

كان للعبارة البسيطة التي كُتبت على القميص تأثيرًا كبيرًا عليها، ومن ذلك الوقت بدأت تتساءل: «هل هناك ملابس مستدامة وغير مستدامة؟ ماذا يعني ذلك؟ كيف يمكن الحد من أضرار صناعة الملابس على البيئة؟»، وتمثل صناعة الموضة خطرًا على البيئة بسبب الوتيرة المتسارعة التي تتغير بها الموضة من موسم لآخر وتغري المستهلك بشرائها لمواكبتها، كما تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أنّ سروالا واحدا من الجينز يتطلب كيلوجراما من القطن، ويستهلك إنتاج كيلوجرام من القطن ما بين 7.500 إلى 10 آلاف لتر من المياه، بحسب موقع «بي بي سي».

وعانت «لوسي» من انتقادات الأصدقاء في البداية لكنها استطاعت التأثير فيهم فيما بعد، إذ كان الاعتراض والسخرية أبرز ردود فعل أقاربها عندما تحولت ملابسها إلى الملابس المستعملة: «كانت ردود فعلهم محبطة للغاية عندما كنت أتحدث عن البيئة وما أقوم به للمساعدة في الحد من انبعاثات الكربون، كانوا يسخرون مني ويقولون أن أفعالي لن تجدي نفعا».

وتستمر في سرد معاناتها قائلة:«كنت أتألم لسماع تلك التعليقات السلبية، لكنني لم استسلم، بدأ البعض منهم يدرك ما أعنيه واقتنعوا بما اقوم به، إن أفضل طريقة لتعريف الناس بالحياة المستدامة هي أن تفعل ما تراه صحيحا، ولا تولي اهتماما لما قد يعتقده البعض، أحاول دائماً العمل بهذه المقولة.. كن مثال التغيير الذي تريد رؤيته في العالم».

تأثير الموضة على المناخ

بالنسبة لتأثير الموضة على المناخ فهناك بعض الملابس منها الجينز المنتشر هو من أكثر ضررًا على البيئة، لأن صبغات القماش تلوث المسطحات المائية ومياه الشرب، وكذلك تؤذي الحياة البحرية، ويُصنع بعض الجينز الضيق «ليكرا على سبيل المثال» من أقمشة اصطناعية مرنة مستخرجة من البلاستيك، من الصعب إعادة تدويرها، ومن ثم يتضاعف تأثيرها على البيئة.